من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه

من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه؟ وهل هو من رواة الأحاديث الصحيحة؟ إن هذا الاسم كثيرًا ما يتردد على مسامعنا ولكننا لا نعلم عن صاحبه شيئًا، ومن يعلم منا فلا يعلم إلا قليل القليل.

لذا سنجيب من خلال هذا الموضوع عبر موقع زيادة، عن سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري، موضحين كل ما يتعلق بسيرة حياته بدءً من أصله ونشأته مرورًا بحياته وإسلامه وصولًا إلى مثواه الأخير.

من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه

من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي، أحد أشهر رواة الأحاديث النبوية الشريفة والذي عرف باسم حكيم الأمة، وذلك لكونه كان يتمتع بالذكاء والحكمة وكثرة التفكر وعلمه بحال وأمور الدين والدنيا معًا، كما عرف عنه شجاعته واستبساله مع الرسول في غزواته.

لقد كان أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه يقوم بتقديم بعض الدعوات على الأخرى، وكانت من أبرز الدلائل على حكمته وحبه الشديد للإسلام أنه كان يخطب بالعبرة والوعظ في المعارك والحروب بخسارة العدو قبل أن يسعد بالنصر، كما كان يحب الحياة الدنيا ويفضل البقاء بها ليستزيد في عمل الخير لينال جزاءه في الآخرة.

لقد عاش الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه قاضيًا وحكيمًا وفقيهًا وقارئًا للقرآن ومحدثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وظل على هذا حتى وافته منيته في الشام في بدايات العقد الثالث من الهجرة النبوية، وكان ذلك في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان ذلك قبل أن يقتل بعامين اثنين.

اقرأ أيضًا: من هو عثمان بن عفان رضي الله عنه؟

اسم أبو الدرداء الأنصاري ونسبه

بالنسبة إلى سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه من حيث الاسم، فهو عويمر بن زيد بن قيس وهو سليل من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وقد قيل اسمه عويمر بن عامر، كما قيل أيضًا أنه هو عويمر بن مالك، كما ذهب بعض المؤرخون إلى أن اسمه هو عويمر بن عبد الله.

بينما قال البعض الآخر أنه عويمر ابن ثعلبة وقيل عامر بن مالك، فلم يتم حتى الآن الاتفاق تمامًا على اسمه الحقيقي، ولكن هناك إجماع بنسبة كبيرة على أنه ينسب إلى بني كعب بن الخزرج وأمه كانت محبة بنت واقد بن عمرو الخزرجية، وقد كان الصابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أخوه لأمه، كما أن الدرداء كانت ابنة عويمر رضي الله عنه فكني بها وكاد لا يعرف إلا باسمها، بالرغم من أن له ولد كان يدعى بلال.

حياة أبو الدرداء قبل الإسلام

إن جزءً لا يتجزأ من الإجابة عن سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه هو معرفة طبيعة الحياة التي كان أبو الدرداء يقضيها قبل اعتناقه للإسلام، وفي الحقيقة لا توجد الكثير من المصادر حول هذا الأمر ولكن المؤكد أنه كان يعمل في التجارة، وعندما اعتنق الإسلام وجد أنه لن يستطيع التوفيق فيما بين التجارة والجهاد في سبيل الإسلام فاعتزل التجارة.

كان الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه يعيش في المدينة المنورة، وكان حاله كحال الكثير من قومه أي أنه كان من عبدة الأوثان، وجدير بالذكر أن معظم أهل أبي الدرداء كانوا قد اعتنقوا الإسلام حتى زوجته إلا هو، فقد كان عنيدًا بعض الشيء مما جعله من المتأخرين في دخولهم إلى الإسلام.

حياة أبو الدرداء الأنصاري وإسلامه

في إطار حديثنا حول من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه فجدير بالذكر التطرق إلى اسلامه.

ظل أبو الدرداء على وثنيته حتى دخل عليه الصحابي عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ومعه محمد بن مسلمة، وكان أبي الدرداء في منزله مع زوجته وابنته الدرداء يقوم وحده بعبادة أحد أوثان الجاهلية، فلما رآه أخوه عبد الله هرع إليه وأخذ الصنم من أمامه بقوة وقام بتحطيمه.

فزع عويمر رضي الله عنه لذلك وهم بجمع حطام الصنم ليرممه مرة أخرى، وخلال ذلك قال له عبد الله ربن رواحة رضي الله عنه: ويحك، هلَّا امتنعتَ، ألا دفعْتَ عن نفسِكَ”، وقالت زوجته أم الدرداء: “لو كان ينفعُ أو يدفعُ عنْ أحدٍ، دفعَ عن نفسه ونفعَها”

كانت لتلك الكلمات وقعًا شديدًا على عقل وفؤاد أبي الدرداء، فسارع من فوره يغتسل من أجل الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاهرًا إسلامه، فنظر إليه عبد الله بن رواحة مُقبلا فقال: “يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا، فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء إنما جاء ليسلم، وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء” ولقد أشهر أبي الدرداء إسلامه حينها فكان آخر من أسلم من الأنصار.

في غمار تلك الأحداث كانت غزوة بدر حينها قائمة بين المسلمين والمشركين، فانضم أبو الدرداء إلى صفوف المسلمين جنديًا ومدافعًا عن دين الله ورسوله، مما أنطق النبي قائلًا: “نعم الفارس عويمر” ولقد ساند أبي الدرداء النبي في الغزوات التي شهدها معه في سبيل نشر رسالة الإسلام.

اقرأ أيضًا: أسماء الصحابة والتابعين

أبي الدرداء في صحبة النبي

استكمالًا للإجابة عن سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه يجب أن نسلط الضوء على حياة هذا الصحابي الجليل في ظل وجود النبي صلى الله عليه وسلم.

استشف النبي حكمته البالغة ورجاحة عقله حتى أصبح مقربًا منه ناصحًا إياه على الدوام، حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إنه حكيم أمتي” مما يدل على منزلة أبي الدرداء الكبيرة عند الرسول وسائر المسلمين حينها.

لقد كان للنبي الكريم عظيم الأثر في حياة الصحابي الجليل أبو الدرداء، فكان دومًا يلزمه ويستمع إلى أحاديثه الشريفة والتي غيرت تمامًا من طباعه ومن حاله كليًا.

كما كان النبي ينشئه ويربيه على فطرة الإسلام بالرغم من أنه رجل راشد، فكان ذلك سببًا في أن أصبح أبو الدرداء من مشرك وثني إلى قارئٍ حافظٍ لكتاب الله وما أنزله على نبيه.

عن يزيد بن عميرة قال: لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة، قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: “التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء)؛ فإنه من الذين أوتوا العلم”. وقد ولي أبو الدرداء رضي الله عنه قضاء دمشق، وكان من العلماء الحلماء الألِبَّاء.

كما أن أبي الدرداء كان من الأربعة الذين قاموا بجمع القرآن الكريم كاملًا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد “روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَاتَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ قال: نحن ورثناه”

لقد كان أبي الدرداء يتمتع بمنزلة ومكانة عظيمة عند رسول الله، فكان يقوم معه بدور الناصح والموجه لكل ما هو خير وفيه صلاح لأمر دينه ودنياه، وفي ذلك قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ ما عِشْتُ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لا أَنَامَ حتَّى أُوتِرَ

أبو الدرداء محدثًا عن النبي

بينما نتحدث للإجابة عن السؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه فها نحن نتطرق إلى ما حدثه عن النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه.

فقد عرف عن أبي الدرداء رضي الله عنه حفظ الأحاديث الشريفة ونقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يروي الأحاديث الصحيحة عن النبي وعن السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما كما كان ينقله عن الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه.

كان ومازال أبي الدرداء رضي الله عنه من أعلام المحدثين، فيمكن الجزم بأنه من أفضل حفظة ورواة الحديث الشريف، والذي أخذ عنه الكثير من الأئمة العظماء كالإمام البخاري والإمام الشافعي والإمام مالك بن أنس رضوان الله عليهم جميعًا.

اشتهر أبو الدرداء في تلك الآونة بسرعة حفظه واستيعابه للأحاديث النبوية الشريفة، مما جعل بعض الصحابة الكرام كلما سألهم أحد عن شيء يخص أحكام الدين مما قاله النبي، قالوا له أن يذهب إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فهو أعلم منهم.

“روى مكحول الشامي أنه كانت الصحابة يقولون: أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر، وأميننا أبو عبيدة، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ، وأقرؤنا أُبيّ، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل

كما شهد الكثير من الصحابة الكرام لأبي الدرداء بالحكمة والعقل، وذلك بالرغم من أنه كان متأخرًا في دخوله إلى الإسلام وهم كانوا سابقيه إليه.

“لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة، قالوا: «أوصنا»، فقال: العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما. – قالها ثلاثا- فالتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديًا فأسلم

كما شهد بذلك أحد التابعين وكان يدعى مسروق بن الأجدع قائلًا: “وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة: عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء وابن مسعود؛ ثم انتهى علمهم إلى علي وعبد الله”

اقرأ أيضًا: من هو أبو جهل

مؤاخاة النبي بين أبي الدرداء والفارسي

من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه؟ هو ذلك الرجل الذي انصرف عن الحياة الدنيا زاهدًا فيها هاربًا من متاعها إلى الله، فلما اعتنق الإسلام هجر تجارته ووهب نفسه لخدمة دين الله ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل أبرز ما فعله النبي مع أبي الدرداء هو أنه آخى بينه وبين سلمان الفارسي، والذي كان من أوائل من اعتنقوا الإسلام وآمنوا بالرسول.

كما أن سلمان الفارسي هو صاحب مشورة حفر المسلمين للخندق في غزوة الخندق في العام الخامس من الهجرة، وقد روى جحيفة السوائي موقفًا يدل على مآخاة النبي بين سلمان وابي الدرداء وهو:

“عن وهب بن عبد الله السوائي أبو جحيفة قال: آخَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: ما شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أخُوكَ أبو الدرداء ليسَ له حَاجَةٌ في الدُّنْيَا، فَجَاءَ أبو الدرداء فَصَنَعَ له طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فإنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنَا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبو الدرداء يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ له سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ سَلْمَانُ

أبو الدرداء عقب وفاة النبي

لقد حزن أبي الدرداء رضي الله عنه كثيرًا لوفاة رسول الله، ولكن مع ذلك برزت أهميته وسطع ولمع نجمه بين الصحابة وصفوف المسلمين قاطبة، وذلك لسعة أفقه وعلمه الكبير بأمور الدين والدنيا، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية وكثرة فتوحاتها في عهد الخلفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذاع سيط أبي الدرداء في تلك البقاع المتفرقة.

في تلك الحين كانت هناك بعض الاضطرابات الدينية في بلاد الشام مما دفع يزيد بن أبي سفيان والي الشام في حكم عمر بن الخطاب إلى إرسال رسالة للخليفة في المدينة المنورة، وكان مضمونها والرد عليها كالآتي:

“إن أهل الشام قد كثروا، وملئوا المدائن، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم. فأعني برجال يعلمونهم فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن، ويفقههم في الدين، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم، وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب، وأما هذا فسقيم – لأبي -، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء فقال عمر: ابدئوا بحمص، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن، فإذا رأيتم ذلك، فوجهوا إليه طائفة من الناس، فإذا رضيتم منهم، فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين

بالفعل قدم الصحابة الثلاثة أبي الدرداء وعبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل إلى حمص، فمكثوا فيها لفترة حتى نجحوا في استمالة أهلها ومن بعدها مضى كل منهم في طريق، فتوجه معاذ إلى فلسطين وظل بها حتى مات، ومضى أبي الدرداء إلى دمشق حتى مات بها، بينما بقي عبادة في حمص.

أعمال أبو الدرداء في دمشق

لا يمكن أن تكتمل الإجابة عن سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه، من دون أن نذكر الأعمال الجليلة التي قدمها للإسلام والمسلمين طوال فترة مكوثه في دمشق حتى وفاته به، لقد أصبح أبي الدرداء في عهد عمر بن الخطاب سيدًا لقراء القرآن بها، وكان هو أول من أسس نظام حلقة القرآن.

لقد قيل إن حلقة قرآن أبي الدرداء كان يزيد عدد الرجال فيها عن الألف رجل، وكان لكل عشر رجال منهم ملقنًا لهم، بينما كان أبو الدرداء يطوف عليهم جميعًا وهو قائم ليباشر تعلمهم للقرآن والحديث الشريف.

كان من يتم حفظ الكتاب المعظم يتوجه بحفظه إلى أبي الدرداء لكي يعرضه عليه، وكان من بين هؤلاء عطية بن قيس الكلابي وخليد بن سعد وخالد بن معدان.

بعد انقضاء فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمقتله، خلفه في هذا المنصب عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين، وكان آنذاك معاوية بن أبي سفيان هو الموكل بولاية الشام فأوعز إليه الخليفة عثمان بأن ينصب أبي الدرداء رضي الله عنه قاضيًا على الشام، فظل يشغل هذا المنصب حتى نهاية حياته.

اقرأ أيضًا: من هو أبو البقاء الرندي

وفاة أبي الدرداء

من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه؟ هو ذلك الرجل الذي أفنى عمره وحياته في خشية الله وحب نبيه، فلقد قضى حياته خادمًا محبًا لدين الله مناصرًا له ومعلمًا للمسلمين من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، هو ذاك الرجل رفيع الشأن عفيف النفس الذي زهد الدنيا وما عليها من متاع، وما كان يطلب أن تطول حياته الدنيا إلا في سبيل خدمة الإسلام.

لقد توفي الصحابي الجليل أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه في أرض الشام، وقيل إنه مات في العام الحادي والثلاثين من الهجرة، بينما ذهب فرق آخر إلى أنه وارى الثرى في العام الثاني والثلاثين من الهجرة، وذكر أنه حين جاء أجله:

“حين نزل بأبو الدرداء الموت بكى، فقالت له زوجته أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رسول اللَّه، فقال لها: نعم، وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي‏، ثمّ دعا ابنه بلالاً وقال له: ويحك يا بلال، اعمل للساعة اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر به مصرعك وساعتك، ثمّ فاضت روحه إلى بارئها”

بعد أن تعرفنا إلى الإجابة عن سؤال من هو أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه، جدير بالذكر أنه كان يمشي في الناس واعظًا وظل ناصحًا لهم بالرغم من علو شأنه.