متى حدثت غزوة بدر
متى حدثت غزوة بدر أول غزوات رسول الله بينه وبين قريش التي كانت من أول الأعمدة التي مكَّنت لدين الله في الأرض؟ وعلام انتهت الغزوة؟ وما أبرز أحداثها؟ ففي السطور التالية عبر موقع زيادة سنعرض لكم موعد حدوث غزوة بدر وهل وجدت غزوات قبلها؟ والنتائج المترتبة على غزوة بدر، وآراء كبار مؤرخي الإسلام في غزوة بدر.
متى حدثت غزوة بدر؟

في تاريخ عصر صدر الإسلام حدثت بعض الحروب بين المسلمين، والمشركين من قريش وثقيف أو الطائف، أو بين يهود بني قريظة أو بني قينقاع، وكلها شارك فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتسمى باسم الغزوة.
بلغ عدد غزوات رسول الله أكثر من اثنتي عشرة غزوة، أشهرهم الخندق، وأُحُد، وحُنين، وأول الغزوات التي قامت ضد قريش وهي غزوة بدر، والتي حسب أقوال عديد علماء التاريخ الإسلامي فإنها تنقسم إلى غزوتين.
غزوة بدر الأولى وكانت حسب ما جاء به الواقدي في تاريخه، في وادٍ يسمى بوادي سفوان، قرب بئر بدر، وكان لواء القيادة مع الإمام علي -كرَّم الله وجهه-، وحسب أغلب الأقوال إنها كانت في السنة الأولى من هجرة رسول الله.
أما غزوة بدر الكبرى فهي التي يعرفها جميع المسلمين، التي حدثت في ثاني أعوام هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام قرب بئر الذي يقع جنوب المدينة المنورة، وهذا سبب تسمية غزوة بدر بهذا الاسم.
ذلك لأنَّ العرب قديمًا كانوا يسمون حروبهم بأسماء الأماكن التي وقعت فيها أحداث هذه المعركة، مثل أُحد، وسرية مؤتة، وحُنين، وبدر.. إلخ، وفي غزوة بدر نزل قول الله عز وجل في الآية رقم مائتين تسعة وأربعين من سورة البقرة “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ“.
فكان تعداد جيش المسلمين في هذا اليوم لا يتجاوز أربعمائة مقاتل مع فارسين اثنين فقط، بينما كان جيش قريش ألف مقاتل مع ما يقارب المائتي فارس، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين، وفقدان قريش مائة وأربعين مقاتل منهم سبعين في الأَسر.
اقرأ أيضًا: متى كانت غزوة بدر
ابن كثير يسرد أحداث يوم بدر
ابن كثير، أحد كبار الأئمة لدى المسلمين، وألف البداية والنهاية الذي فيه من أخبار البشر منذ خلق الله لآدم حتى توفي الإمام، وقد عرض ابن كثير في كتابه متى حدثت غزوة بدر، وأحداثها، وهو ما سنعرضه لكم في السطور القادمة.
قسَّم ابن كثير في البداية والنهاية غزوة بدر على نحوين غزوة بدر الأولى، وذكر أنها في السنة الأولى من الهجرة، وقد اختلف القول على حامل اللواء في هذا اليوم، فمنهم من قال غنه علي، وقال منهم إن أول الرايات كانت لحمزة، وقال البعض إن الراية كانت لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.
أما غزوة بدر الثانية فيطلق عليها اسم غزوة بدر الكبرى، وهي التي نشبت بين المسلمين، ومشركي قريش في العام الثاني من الهجرة، وذكر ابن كثير في وصفها أنها يوم التقى الجمعان.
من الآية 123 من سورة آل عمران “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“، وبدأت الأحداث منذ علم المسلمين بدنو قافلة لأبي سفيان من الشام فيها من أموال المهاجرين.
فعلمت قريش بما حدث للقافلة، وجمع أبو جهل عمرو بن هشام، كبار سادة قريش وكان من بينهم عُتبة بن الربيعة، وأُمية بن خلف، فخرجوا لقتال رسول الله في ألف من قريش، وأعد رسول الله العُدة فخرج مع ثلاثمائة من الصحابة.
كان من بين هؤلاء الصحابة عمر، وأبي بكر، وحمزة، وعلي بن أبي طالب، وبلال، وعند احتدام المعركة، أخذ بلال يجس في الميدان عن أمية بن خلف الذي عذبه في أول إسلامه فقتله.
أما عُتبة بن الربيعة، فقتله حمزة، وأبو جهل فكان للشابين الصغيرين معاذ، ومعوذ اللذان “انقضَّا عليه كالصقر” قول عبد الرحمن بن عوف فيهما، وانتهت المعركة بأربعة عشر شهيدًا أربعة منهم من المهاجرين، وسبعين قتيلاً من قريش.
اقرأ أيضًا: قائد المشركين في غزوة بدر
الشيخ سعيد الكملي يشرح غزوة بدر
الشيخ سعيد بن محمد الكملي، هو أحد شيوخ المالكية في العصر الحديث، وهو الشارح لموطأ الإمام مالك على كرسي الإمام مالك في مسجد السُنة بالرباط، وذكر الشيخ متى حدثت غزوة بدر، فقال إنها كانت في السنة الثانية من الهجرة.
ذكر السبب أنها كانت في اغتنام عير أبي سفيان، ولم يخرج كل المهاجرين، وهي حرب اقتصادية للرد على ما سلبه كفار قريش من أموال، وديار، المهاجرين، ولم يخرج مع رسول الله إلا من حضر قول رسول الله.
كان الخارجون من بين ثلاثمائة وأربعة عشر نفر أو أزيد بخمسة، مع فرسين، وكان رسول الله، يتناوب مع صحابته على البعير لما فيها من قلة فيما خرج يوم بدر، وعند علم أبي سفيان أرسل إلى قريش لنجدة عيرها، وأبو سفيان قد حاد بالعير ناحية البحر فنجا منها.
فبلغ الخبر أبا جهل على الرجوع فعزم ألا يرجع، أما رسول الله فقد استشار أصحابه، ولم يأخذ برأي المهاجرين لما لهم من ثأر عند قريش، فقال سعد بن عبادة من الأنصار “يا رسول الله والذي بعثك بالحق لو أخضت بنا هذا البحر لخضناه معك“.
عسكر المسلمون، وكان في جيش المسلمين رجل على بعير أحمر يسير ويجيء بين المسلمين، وأن عتبة بن الربيعة يقول إن يعودوا ديارهم، فبلغ الخبر إلى أبي جهل، فسبه أبو جهل.
قبل بدء القتال دخل رسول الله خيمته، وأخذ يدعو الله عز وجل، ثم قال رسول الله أن جبريل أخذ بعنان فرسه يقاتل مع المسلمين، ثم انتهت بدر بقتل رؤوس الكفر، وترك رسول الله قتلى المشركين ثلاث أيامٍ ثم أتاهم، ونادى عليهم “هَلْ وَجَدْتُمْ مَاْ وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًا“.
كما أنَّ الدروس المستفادة من بدر هي الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله عز وجل، وتمكين المسلمين من المشركين، وإلحاق أول الهزائم بالمشركين.
غزوة بدر من شرح الشيخ عثمان الخميس
الشيخ عثمان الخميس أحد الدعاة السعوديين، وله برنامج يبث عبر فضائية الرسالة، عرض الشيخ متى حدثت غزوة بدر وكانت الغزوة في رمضان من العام الثاني من الهجرة، وأوضح الشيخ أن المعركة وقعت قُرب جِدَّة حاليًا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرج لقتال.
إنما خرج لعير أبي سفيان القادمة من الشام، وفيها من أموال المهاجرين الذي أخرجوا من ديارهم مكرهين، خرجوا بملابسهم التي التحفوا بها، تاركين الأموال، والديار، ولم يكن هدف رسول الله الأول القتال، لكن أبي سفيان قد بعث لقريش فخرج أبو جهل مقسمًا ألا يعود.
نجت عير أبي سفيان، وقريش مع جيش، وجيش رسول الله سرية من ثلاثمائة مقاتل، وفارسين، وتقابل الجيشان وفي بداية المعارك لدى العرب قديمًا، خروج بعض من الجيش للمبارزة مع الجيش الآخر.
فخرج من المشركين شيبة بن الربيعة، وعتبة بن الربيعة، وابنه الوليد، وخرج عبد الله بن رواحة، ومعاذ وأخيه معوذ بن عفراء، فرفضوا مقاتلهم عنهم، فأخرج رسول الله أبناء عمومته كما طلبت قريش، حمزة، علي، عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.
فقتل الله الكفار، واستشهد عبيدة بن الحارث، وسمى الله هذا اليوم يوم الفرقان “وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ ” (سورة الأنفال الآية 41)، ومن النتائج المترتبة على هذه الغزوة، تحديد القوة العسكرية للمسلمين، ودب الرعب في نفوس أعداء الدين، وشروع المشركين في غزوة أحد.
اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي نزلت في غزوة بدر
بذلك نكون قد عرضنا لكم في سطور الموضوع السابق إجابة سؤال متى حدثت غزوة بدر، والنتائج المترتبة على الغزوة، وقتلى المشركين في تلك الغزوة، كما أوضحنا أسبابها، ونرجو أن تكون إجابة هذا الموضوع نافعة لكم.
