ما هي شروط وجوب الزكاة
ما هي شروط وجوب الزكاة؟ وما هي القيمة الواجب إخراجها؟ فالزكاة فريضة والركن الأساسي من أركان الإسلام الخمسة، فلا يجب إهمالها وإلا عوقبت بالدنيا والآخرة.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال ما هي شروط وجوب الزكاة حسب ما جاء في أقوال الأئمة الأربعة، وأقوال علماء السلف الصالح وعلماء الإسلام المعاصرين.
ما هي شروط وجوب الزكاة
الزكاة من عماد الدين الإسلامي الخمسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه عن رسول الله الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
“بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ“، أخرج الحديث الإمام البخاري في كتابه صحيح البخاري.
لم تكن السُّنة النبوية هي التي شرعت بوجوب الزكاة على المسلمين، فرسول الله لم يكن ينطق عن الهوى، الزكاة جاء تشريعها في القرآن الكريم في الآية العاشرة بعد المائة من سورة البقرة.
فقال تعالى في محكم التنزيل:
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
الزكاة في الإسلام تقسم إلى ثلاثة أنواع، إما زكاة المال، أو زكاة الفطر، أو زكاة الزروع والثمار، وسنعرض لكم شروط وجوب أنواع الزكاة في قادم السطور.
لكن للزكاة في العموم شروط، والشروط تنقسم إلى نوعين، فما هي شروط وجوب الزكاة تتعلق بالإنسان، وهي أن يكون الإنسان مسلمًا عاقلاً بالغًا قادرًا على أداء هذه الفريضة.
أما بالنسبة للخراج في حد ذاته فإن شروطه تكون بأن يبلغ النصاب، وشروطه في زكاة المال -على سبيل المثال- أن يوافق خمسة وثمانين جرام من الذهب عيار 24، واثنين وتسعين جرامًا من الذهب عيار 21، أو خمسمائة خمسة وتسعين جرامًا من الفضة.
هذه كانت شروط الزكاة على وجه العموم، لكن ما هو التفصيل فيها، وما هو شرح كل جزء من أجزاء وشروط الزكاة.
اقرأ أيضًا: ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة
شروط الزكاة عند الأئمة الفقهاء الأربعة
الأئمة الأربعة هم الإمام أبي حنيفة النعمان، والإمام أحمد ابن حنبل، والإمام مالك بن أنس، والإمام محمد بن إدريس الشافعي.
لكلٍ منهم مذهب في تفسير الدين الإسلامي لكن لا يتعارض مع ما شرعه الله عز وجل بل مبسطًا له، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم ما هي شروط وجوب الزكاة حسب ما ورد في أقوال جمهور علماء الفقه.
الزكاة في الفقه الشافعي
أورد ابن زكريا الأنصاري “الشافعي الصغير” في كتابه الغرر البهية في شرح البهجة الوردية، أن الزكاة تكون في خراج الأرض فمن له من الأرض زرع أو ثمر.
فعليه بأن يخرج الزكاة على ما أخرجته له الأرض، والنصاب هو 653 كيلو جرام تقريبًا، هذا بالإضافة إلى النصاب الذي سبق وذكرناه في زكاة المال.
الزكاة عند الحنابلة
ذكر الشيخ محمد ولد محمد الأمين الشنقيطي في شرحه لكتاب زاد المستقنع أن الزكاة تجب على المال، والإبل، والزروع، والثمار، وزكاة الفطر، وأن الحكمة من وراء تشريعها على المسلمين هي الحمد لله والشكر على نعمه التي لا تحصى.
شروط الزكاة عند فقهاء الحنفية
أوردت الأستاذة نجاح الحلبي في كتابها فقه العبادات على المذهب الحنفي، أن شروط وجوب الزكاة لها متعلقين، الأول هي شروط المكلف، وهي متعلقة بالمؤدي، فيجب أن يكون مسلمًا، وعاقلاً، وبالغًا.
أما الشروط التي تتعلق بالملك نفسه فهي أن يكون الملك مملوكًا ملكًا تامًا للمكلف بأداء فريضة الزكاة، وتستثنى منه حالات مثل الدين.
الزكاة في مذهب الإمام مالك
ذكر الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي في شرح مختصر الخرشي في الفقه المالكي، أن الزكاة تجب على المسلم القادر، لكنها تسقط عن صاحب الدين.
شروط زكاة الزروع والثمار
هذه الزكاة من أنواع الزكاة التي فرضها الله عز وجل على المسلمين، لكنها مجهولة بعض الشيء لكونها متعلقة بالمزارعين على عكس زكاة المال أو زكاة الفطر، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم ما هي شروط وجوب الزكاة على الزروع والثمار.
من الأدلة القرآنية على وجوب زكاة الزروع والثمار، ما ورد في الآية الحادية والأربعين بعد المائة من سورة الأنعام: (كلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
في هذه الآية أحد شروط زكاة الزرع والحرث، وهي أن تكون الزكاة يوم الحصاد، وتكون بقيمة نصف العشر، أي يجب على المسلم أن يخرج 5 بالمائة فقط من إجمالي محصوله، ونصابها 653 كيلو جرام.
مما يعني أن المخرج منها 32.5 كيلو جرام من المحصول، وقال بعض العلماء أن زكاة المال يجوز أن تخرج في شكل قيمة لهذا الزرع، لكن الأصل أن يتم إخراجها مما أخرجته الأرض.
أما على الذي تجب عليه، فذهب جمهور العلماء إلى أنها تجب على بعض زرع الأرض مثل الأرز والبُر، والتمر والزبيب إلى آخره إلا الإمام أبي حنيفة ذهب، حيث صرح بأنها تجب على كل زرع يخرج من الأرض.
قال بعض العلماء أن البقول ليست مما يكال لذلك لا زكاة عليها، أما زكاة الحرث، فهي الزكاة على القمح، والشعير، والحنطة، والحمص، والفول، والأرز، والزيتون، والسمسم.
اقرأ أيضًا: الأموال التي لا تجب فيها الزكاة
شروط زكاة الفطر وزكاة المال
في هذه الفقرة سنعرض لكم شروط نوعين من أنواع الزكاة العديد من المسلمين يتعرض لها، وهي زكاة المال وزكاة الفطر، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم شروطهما.
شروط زكاة الفطر
زكاة الفطر هي زكاة يقوم بها كلُ مسلمٍ، في فترة معينة من العام، وتكون في رمضان، وشروط زكاة الفطر هي:
- لا تجب إلا على المسلم، فالمسلم هو من يصوم رمضان، ويؤمن بالله، ويعرف عبادة الصيام، وتجب على كل المسلمين، والشاهد ما جاء في حديث عبد الله بن عمر عن رسول الله.
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ“، الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
- تكون الزكاة صاعًا من التمر أو الشعير، وهو ما يساوي 2.5 كيلو جرام تقريبًا.
- يجب أن تكون الزكاة غير مرتبطة بالمؤن، وقد تفصل عن الدين.
- إخراج الزكاة يكون حتى شمس اليوم الأول من العيد.
شروط زكاة المال:
أجمع علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث أن شروط زكاة المال هي:
- أن يكون المال مملوكًا ملكًا تام لمن يؤدي الزكاة.
- المال يكون ناميًا مزدهرًا.
- يجب أن يكون مخرج الزكاة مسلمًا، عاقلاً، قادرًا على إخراج الزكاة، حرًا لا عبدًا، فالعبد ماله مملوكٌ لسيده لا له.
- يجب أن يحول على المال حول، أي أن يمر عليه عامًا هجريًا.
- يجب أن يكون المال قد بلغ النصاب، وهو كما ذكرنا 85 جرام من الذهب عيار 24، و92 جرامًا من الذهب عيار 21، أو 595 جرام من الفضة.
اقرأ أيضًا: شروط زكاة المال
مصارف الزكاة وعقوبة من لا يؤدي الزكاة
قد عرضنا لكم في السطور السابقة ما هي شروط وجوب الزكاة بالنسبة للإنسان، وما هي شروط وجوب الزكاة بالنسبة لما يخرج، لكن ما هي مصارف الزكاة، وهل من لا يؤدِ الزكاة معاقب؟ في هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة السؤالين.
في البداية سنذكر ما هي مصارف الزكاة، فوردت مصارف الزكاة في القرآن الكريم في الآية الستين من سورة التوبة:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
منها عرف العلماء أن مصارف الزكاة ثمانية، وهم:
- الفقراء
- المساكين
- العاملين على الزكاة.
- المؤلفة قلوبهم، المسلمين الجدد.
- الغارمين
- في سبيل الله.
- ابن السبيل.
- في عتق الرقاب.
أما عقوبة من يمتنع عن إخراج الزكاة ففي الآخرة سيصعر من النار التي تحرقه من جانبه، فقد أوضحها الله سبحانه وتعالى في الآية الخامسة والثلاثين من سورة التوبة:
(يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ).
هذا بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيطوقهم بما كانوا يكنزونه من الأموال خشية من الفقر، والشاهد الآية 180 من سورة آل عمران:
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
كما من الشواهد التي وردت عن الزكاة، ما فعله أبو بكر الصديق في خلافته مع الممتنعين عن دفع الزكاة، ومحاربتهم لأنهم أسقطوا ركنًا من أركان الإسلام.
إن الزكاة تؤخذ من المسلم العاقل البالغ القادر، ليستطيع أن يتدبر الحكمة من وراء فرضها، وهي شكر الله، لذا يجب أن تكون على يقين بشروطها.
