تعريف الزكاة لغة واصطلاحا

تعريف الزكاة لغة واصطلاحا

تعريف الزكاة لغة واصطلاحا قبل الإجابة عن تعريف الزكاة لغة واصطلاحا، يجب العلم اولاً ما هي الزكاة؟ تعد الزكاة من أركان الإسلام الخمسة، فهي الركن الثالث من الأركان تأتي بعد الشهادة والصلاة، وذلك دليل على أهمية الزكاة، حيث يقوم المسلم بإخراج جزء من أمواله للمستحقين من الفقراء والمساكين ابتغاء لوجه الله تعالى، وقد ذكر الله في كتابه الكريم أن الزكاة كانت مفروشة من قبل نزول الإسلام على أصحاب الرسالات السماوية، وعند نزول القرآن وضع أسسها، ووضعت الضوابط والأحكام لمن يؤدي الزكاة، ولمن يستحقها، وفيما يلي سوف نعرض تعريف الزكاة لغة واصطلاحا، وبعض المعلومات عنها.

تعريف الزكاة لغة واصطلاحا

تعريف الزكاة لغة ً:

  • زكو هو المصدر لكلمة الزكاة. 
  • زكوات هو الجمع من كلمة زكاة. 
  • يوجد في اللغة عدة تعريفات للزكاة ومنها؛ 
  • زكاة المال: والمقصود بيها تطهير المال، والتصرف اللغوي لها: زكى، يزكّي، تزكية. 
  • الزكاة: أي الصلاح، حيث يقال الرجل الذكي، أي الرجل الصالح التقي. 
  • الزكاة: اي النماء، مثل زكا الزرع يزكو زكاء، ومعناها الازدياد والنمو، واي شي يزداد وينمو فهو يزكو زكاءً. 
  • الزكاة قد يكون معناها. الافضل والاحسن والمناسب، مثل؛ هذا الفعل لا يزكو، أي لا يليق، قال الشاعر: “والمال يزكو بك مستكبرا يختال قد أشرف للناظر”. 
  • أُطلق على الزكاة هذا الأسم دليلاً على البركة الظاهرة بعض تأدية الزكاة، و يقال زكا الشيء، في حالة كثرته وحدوث البركة به. 
  • قال ابن عرفة: “سُمّيت الزكاة بذلك، لأنّ من يؤديها يتزكى إلى الله” ، اي يحاول التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، لذا يسمى العمل الصالح تزكي. 
  •   قال الله تعالى: (يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ)، وقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)، أي حاول التقرب إلي الله عن طريق الزكاة والعمل الصالح. 

تعريف الزكاة اصطلاحاً:

  • تم تعريف الزكاة على أنها الحصة المقدرة من الأموال، قد تم فرضها بأمر من الله لمن يستحقها، وقد حددهم الله في القرآن الكريم. 
  • أو هي المقدار الواجب إخراجه لمن يستحقه، وذلك اذا بلغ المال نصاباً محدداً تبعاً لشروط محددة.
  • أو هي قيمة معينة من المال لفئة معينة، ويطلق لفظ الزكاة على القيمة المخصصة من الأموال المزكي به. 
  • قد يطلق على الزكاة الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اسم الصدقة، قال تعالى‏:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).

من هم مستحقي الزكاة

ذكر الله عزوجل في كتابه العزيز من هم المستحقين للزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وفيما يلي سوف نشرح مستحقي الزكاة وهم:

الفقراء:

تم تصنيف الفقراء على أنهم الأفراد الذين لا يدبرون إلا ما يكفي نصف العام أو أقل من ذلك لأنفسهم وذويهم. 

المساكين:

  • تم تصنيف المساكين على أنهم من يدبرون ما يكفيهم نصف العام أو أكثر، ويشتمل ذلك على قدرتهم على توفير قوتهم من طعام وشراب ومأوي وملبس. 
  • لا يستطيع المساكين الوصول الكفاية التامة لأنفسهم وذويهم. 
  • يعد المساكين أفضل حالاً من الفقراء حيث يكون الفقراء أكثر احتياجاً من المساكين. 
  • إذا ذكر لفظ المساكين فقط فأنه يشمل الفقراء والمساكين، وأن ذكر لفظ الفقراء فقط فأنه يشمل الفقراء والمساكين، ولكن إذا ذكر اللفظين يكون الفقراء أشد احتياجاً من المساكين. 

العاملين عليها:

  • هم القائمون على جمع الزكاة وتحصيلها من المزكيين، وتقسيمها وتوزيعها على المستحقين. 
  • وقد فرض الله لهم نصيب من الزكاة المجموعة، كأجر على جهدهم في الجمع والتقسيم والتوزيع لأموال الزكاة. 

 المؤلفة قلوبهم:

هم أحد المستحقين للزكاة 

وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعطاء من أموال الزكاة للمؤلفة قلوبهم وذلك لمكانتهم عند اقوامهم، ومن أشهرهم: أبو سفيان بن حرب، على بن أمية وغيرهم.

 وانتهج أبو بكر الصديق نهج الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا وأعطى المؤلفة قلوبهم. 

أمَّا سيدنا عمر رضي الله عنه فقد رفض إعطاء المؤلفة قلوبهم من أموال الزكاة، وذلك لأن الدين الإسلامي قد أصبح قوياً ولا يمكن لهم او لغيرهم التأثير على الإسلام، و هناك نوعان من المؤلفة قلوبهم :

النوع الأول: وهو الكفار والمشركين الذين يحاول استمالتهم  ليدخلوا الإسلام أو اتقاءاً لشرهم واذاهم. 

النوع الثاني: وهم من المسلمين ذو سلطة على قومهم وذويهم، و يقسمون إلى؛ 

السادة ذوي الكلمة المسموعة عند قومه، وهم القوم الذين دخلوا الإسلام جديد، ولم يتمكن الإسلام من قلوبهم ونفوسهم بعد، ولكنهم قومهم يتأثرون بهم، ففرض لهم الإسلام جزء من أموال الزكاة حتى يستميل ويثبتوا على الإسلام. 

رجال ذو قيادة ورئاسة : ويعطون من مال الزكاة لاستمالة غيرهم للدخول للإسلام. 

لمن يود استمالتهم للجهاد جانب المسلمين ضد الكافرين. 

الذين يقومون بجمع الزكاة من الرافضين دفع الزكاة. 

في الرقاب (المكاتب):

  • يقصد دفع الأموال الخاصة بالزكاة في تحرير المسلمين من الرق والعبودية، واطلاقهم لوجه الله تعالى. 

الغارمين: 

الغارمين نوعان:

  •  النوع الأول: وهو الغارم الذي يحاول الإصلاح بين مجموعتين من الناس بينهما خلافات وفتن، ويشارك بماله ووقته للإصلاح بينهم، فيعطي من مال الزكاة اذا دفع مالاً للحل أو التزم بدفع فدية عن احد القبيلتين للاخري، حتى لا يدفع من ماله فتقل العزيمة للإصلاح بين الناس. 
  • النوع الثاني: وهو الغارم الذي عليه دين وجب سداده وليس معه ما يسد به، بشرط أن يكون ذلك الدين كان من أجل عمل مسموح به شرعاً، أو كانت لأعمال منهي عنها ولكنه تاب وأناب إلى الله، فيسدد عنه دينه من أموال الزكاة إذا كان الغارم فقيراً ولا يقدر على السداد. 

في سبيل الله: 

  • يقصد بها أنه يمكن تجهيز الجيش للجهاد في سبيل الله من أموال الزكاة. 
  • أو إعطاء المجاهد في سبيل الله الذي لا يصرف له من بيت المال راتب خاص به شهرياً، فيصرف له من مال الزكاة ما يوفر له احتياجاته في القتال والانتقال. 

ابن السبيل: 

  • والمقصود به مسافراً في بلاد غير بلاده وانقطعت عنه الطرق، ولا توجد معه أموال لينفق على نفسه، في هذه الحالة يستحق الزكاة حتى وإن كان ذا مال وفير في بلاده.

 حكم الزكاة ودليل مشروعيتها

تعد الزكاة أمر واجب، وذلك استناداً إلى القرآن الكريم في عدة مواضع:

  • قول الله تعالى: (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ). 
  •  قول الله تعالى: ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏. 
  •  قول الله تعالى أيضاً: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادهِ). 
  •  قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أمْوَالِهِمْ حَقٌ مَعْلومٌ لِلسَّائِل واْلمَحْرُومِ). 

وكذلك استنادا إلى الأحاديث النبوية ومنها:

  •  عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنك تأتي قومًا أهل كتابٍ فادعُهم إلى شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأني رسولُ اللهِ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ فإن هم أطاعوك لذلك فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً في أموالهم تُؤخذُ من أغنيائِهم وتردُّ على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).
  • وقد اجمع كلاً من القرآن والسنة على وجوب الزكاة، فأصبحت الزكاة أمراً مسلم به من قبل المسلمين جميعاً.

شروط وجوب الزكاة

يعد شروط  اللازمة لفرض الزكاة مثل باقي الفرائض، فيشترط فيها:

  • البلوغ: فلا يجب على الصبي إخراج الزكاة. 
  • العقل: فلا يجب على المجنون إخراج الزكاة. 

والجدير بالذكر أن معظم العلماء اجتمعوا على أن ولي الأمر يقوم بإخراج الزكاة عن الصبي والمجنون، إلا الحنفية فرأيهم أن الولي لا يخرج زكاة عن المجنون والصبي، وذلك لأن الزكاة عبادة ولا يجوز لأحد القيام بالعبادة الخاصة بشخص بدلاً منه. 

  • يجب أن يقوم المزكي بإخراج الزكاة من ماله الخاص، والذي يعد من حقوقه هو فقط لا يشاركه فيه أحد. 
  • يجب أن يبلغ المال النصاب الخاص بالزكاة، وقد حدده العلماء بما يعادل خمس وثمانون جراما من الذهب.
  • يجب أن يكون قد مر حول كامل أي سنة كاملة على المال الذي يخرج عنه الزكاة. 

وفي نهاية مقالنا نسأل الله أن نكون قد أفدناكم بخصوص تعريف الزكاة لغة وتعريفها اصطلاحا، حيث تعتبر الزكاة من أركان الإسلام الخمسة، وتعرفنا على من هم مستحقي الزكاة، حكم الزكاة ودليل مشروعيتها، شروط وجوب الزكاة، وفي إنتظار تعليقاتكم ودعواتكم.