أسرار ليس لها من دون الله كاشفة للرزق
أسرار ليس لها من دون الله كاشفة للرزق من يعرفها يعتمد على قراءة السورة كورد يومي قبل نومه، فسورة النجم سورة مكية تعد أول سورة قام نبي الله صلى الله عليه وسلم بالإعلان عنها، لذا يشمل موقع زيادة الفضائل المتعددة لهذه السورة.
أسرار ليس لها من دون الله كاشفة للرزق
تعتبر سورة النجم من السور المفصلة التي لها فضل عظيم ونزلت لكثير من الأسباب، فهي تحمل مكانة عظيمة لكثرة أسرار ليس لها من دون الله كاشفة للرزق.
1- توضيح الإعراض عن المشركين
من أسرار سورة النجم أنها تشتمل على أن عقيدة المشركين باطلة وليس لها أساس، فهي قائمة على الظنون والاستنتاجات لا على الحقائق والإثباتات، إذ يظن المشركين أن الملائكة إناث وهن بنات الله، فجاء المولى عز وجل في سورة النجم ببيان أن الله هو الواحد الأحد الملك بيده كل شيء وإليه ترجع كافة الأمور.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة النجم وسبب تسميتها
2- التأكيد على نبوة محمد
يأتي في بداية سورة النمل تفاصيل رؤية سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- لسيدنا جبريل –عليه السلام- وأظهر المولى أن المرة الأولى كانت على الأرض والمرة الثانية في السماء الدُنيا في رحلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى.
فسدرة المنتهى هي شجرة عملاقة في السماء السابعة، فوصفها النبي تأكيدًا لنبوءته ورؤيته لما هو في علم الغيب.. فمن أسرار ليس لها من دون الله كاشفة أنها صدقت نبوءة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
3- النهي عن إطراء الإنسان لنفسه
تأتي سورة النجم بصفة ينهى الله عنها، وهي صفة التكبر والغرور والإطراء على النفس بشكل مستمر، فلا يُفضل الله بين العباد إلا بطاعتهم وأعمالهم الصالحة، لكن يخسر من يرى نفسه أعلى من الجميع.
4- بيان أن الجزاء من جنس العمل
كل شخص مسؤول عن فعله، فلا يتحمل الإنسان أخطاء غيره، فالإنسان الذي يعمل صالحًا ويكثر من العبادات يكون جزاؤه الخير والمقربة من الله والوصول إلى الجنة، أما الذي لا يبالي بالأعمال الصالحة ويكترث لا يحصل على الإحسان، ولا يكسب إلى سعيه.
5- الإيمان بالله واليوم الآخر
كل ما يدور في الكون من سائر المخلوقات بفضل حكمة إلهية عظيمة، إذ وضحت سورة النجم على هلاك أقوام سابقة بسبب إعراضهم عن الإيمان بالله، كما يوضح الظواهر الكونية المختلفة التي تعد أكبر دلالة على عظمة الخالق.
6- زيادة الرزق
نقل الصحابة عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بقراءة سورة النجم 10 مرات لقضاء الحاجة، فإن كانت حاجة العبد اتساع في رزقه يرزقه الله، وإن كانت حاجته في رد البلاء يستجيب له بإذنه، لذا تعد لسورة النجم أسرار في جلب الرزق.
اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة النجم 21 مرة
سبب نزول سورة النجم
أكد العلماء على بعض المواضع التي فيها نزلت آيات من سورة النجم، فقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)، نزل عندما كان يقول على الرضيع المتوفى أنه صديق.
فنزل الآية التي تؤكد أن الله وحده أعلم بمن صديق ومن شقي، وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما من امرئ يخلق وينمو في أحشاء أمه، إلا وعلم الله وحده إن كان صديق أو غير ذلك.
كما نزل قوله تعالى: (أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى) في عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما كان ينفق ببذخ، على الصحابة والصدقة والمحتاجين من المسلمين، إلى أن قابله عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولامه على كثرة إنفاقه.
فأكد أنه بذلك لن يتبقى له شيء، فقال عثمان بن عفان أن له ذنوب كثيرة ويرغب في أن تُغفر له، فطلب منه عبد الله بن سعد أن يعطيه ناقته ويحمل عنه ذنوبه كاملةً، وبالفعل أعطاه عثمان بن عفان.
قوله تعالى: (وأنّه هو أضحك وأبكى) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم فرآهم يضحكون، يقول لهم لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم طويلًا، فأنزل الله عز وجل عليه هذه الآيات، وعاد للقوم مرة أخر به.
اقرأ أيضًا: كيفية قراءة سورة النجم لجلب الحبيب
تفسير آيات سورة النجم
أسرار ليس لها من دون الله كاشفة للرزق أنها نزلت لتصديق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت الأولى التي صرح بها في مكة المُكرمة، لذا أتى الله بها مواضع تشير إلى إبطال ادعاء الكفار بأن الملائكة بنات الله.
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)
يؤكد الله عز وجل بقسمه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم ينحرف أبدًا عن طريق التقى والحق، فهو في غاية الاستقامة لا يتبع هواه أبدًا، فيتبع فقط القرآن الذي أنزله الله عليه آيات بينة.
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
أشار الله تعالى أن من علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو قوي ذو قدرة عالية وشأن مرتفع، وهو جبريل.. حيث ظهر لسيدنا محمد على شكله الحقيقي في السماء العليا.
حيث اقترب جبريل عليه السلام من سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم إلى مدى من القرب ليوحي له، فكل ما أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان بواسطة سيدنا جبريل، فلم يكذب قلب سيدنا محمد مرارًا ما يراه.
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
يتعجب الله عز وجل من القوم الكافرين الذين يكذبون ما رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من آيات أنزله الله عليه، فكيف ذلك وهو رأى سيدنا جبريل عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى في السماء السابعة، فهي من آيات الله التي تبقى عندها الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين.
كما أكد الله عز وجل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالقدر من الثبات والطاعة لأنه لم يتطلع إلى لما أراد الله أن يراه، ولم يزيغ بصره عن ذلك أبدًا بالرغم من كل ما يراه من آيات عظيمة، ففي ليلة الإسراء والمعراج أراه الله عز وجل آياته من الجنة والنار والأنبياء ليزيده من العلم قدر عظيم.
أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20)
كما ذكر الله عز وجل أصنام المشركين التي كانوا يعبدونها منها اللات والعزى، ما تنفعهم أو تضرهم شيء، فما هي إلا حجارة لا يمكنها حتى الدفاع عن نفسها.. فكيف لها أن تكون شريكة الله يتقرب إليها الكافرون ويعبدونها ويقدسون وجودها.
أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)
فيزعم الكفار أن من هذه الآلهة المذكر ومنها المؤنث، وكل ذلك من سياق خيالهم ولا يعد له أي أساس، فهي أسماء فقط ليس لها من الربوبية والكمال شيء، فهي حجارة أطلقوا عليها الأسماء هم وسابق قومهم، حتى الله عز وجل لم يأتيهم بآية واحدة ليدل على قدرتهم، فأكد الله عز وجل أن بذلك لا يتبع المشركين إلا الضلال والظنون.
فيعبدون آلهة لا تعتمد على حقائق بل مبنية على أوهام في عقولهم ورثوها عن سابق قومهم، لكن ما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من علم وهداية هو ما ينفعهم ويجعلهم يسلكون طريق الله.
أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)
فقد تمنى الكفار أن تشفع لهم أصنامهم التي طالما اعترفوا بها وقدسوها، لكنها لم تشفع لهم، لأن كل أمور الدنيا والآخرة بيد الله الواحد الأحد، فحتى الملائكة بعلو شأنهم وارتفاع منزلتهم لا يملكون من الشفاعة شيء إلا ما يأذن الله به.
القرآن الكريم هو ملجأ المسلم من شرور الدنيا وشيطان النفس، لذا عليه بالتمسك به وبالمداومة على قراءته والتمعن بآياته لنيل رضا المولى عز وجل.
