حكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي
إن حكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي اختلف المذاهب فيه بحسب طبيعة الشعر الموصل، حيث يميل كلا الجنسين إلى التزين وقد شرع الإسلام ذلك كما قال النبي الكريم في الحديث الشريف (إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجَمالَ) مما يدل على إباحة التزين، ويختلف التزين في نوعيته، ولذلك ومن خلال موقع زيادة سوف نتعرف على حكم التزين وبالأخص التزين عن طريق وصل الشعر.
حكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي
اختلف الكثير من العلماء بحسب المذاهب التي ينتمون إليها في حكم توصيل الشعر بشعر غير طبيعي، حيث توجد أكثر من مادة قد يتم وصل الشعر بها ومن خلال الآتي سوف نوضح الأقوال المختلفة التي قالها العلماء في ذلك:
- الشافعية: أجازوا فيه وصل الشعر بشرط التأكد من أنه طاهر وغير نجس ولكنهم حددوا الحالة الاجتماعية للمرأة حيث قالوا إنه يجوز فقط للمتزوجة كما يجب أن تأخذ إذن زوجها في ذلك ولكن في حالة الفتاة العزباء فلا يجوز لها في المذهب الشافعي وصل الشعر.
- الحنفية: وقد أجازوا فيه وصل الشعر بأي شيء غير الشعر البشري مثل: الوبر أو الخِرق أو الصوف وغيره لِما في ذلك من عدم غش أو خداع.
- الحنابلة: ذهبوا إلى تحريم وصل الشعر الغير بشري بالشعر حيث إن شعر الحيوانات بشكل عام والذي يستخدم بكثرة في وصل الشعر يندرج تحت حكم تحريم الشعر أما في حال كان الشيء الموصل قماش أو صوف فذهبوا إلى تحريم كما يوجد البعض منهم من يكره فقط استخدامه ولكنهم لا يجدون مشكلة في استخدامه في ربط الشعر فقط.
- المالكية والظاهرية: اتفقوا في حكم توصيل الشعر بأي شيء آخر من شعر حيوانات أو صوف وقالوا إن ذلك يعتبر تدليس وخدعة ولكن لا يجب أن نغفل عن أن المالكية أجازت توصيل الشعر بالخيوط أو بالقماش حيث إنهم وجدوا أنه لا يغير من شكل الشعر الاساسي.
اقرأ أيضًا: حكم قص الشعر والاظافر للمضحي
حكم وصل الشعر بشعر الواصلة
في إطار التعرف على حكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي يجب معرفة أيضًا أنه توجد الكثير من النساء اللاتي توصلن شعرهم الحالي بالشعر الذي قُمن بقصه في الفترات السابقة حيث تقوم بتخزينه واستخدامه في أوقات الخروج أو غيره حتى تعطي لشعرها مظهر أكثف ولكن هذا يندرج تحت المحرمات أيضًا ولا يجوز مطلقًا.
حكم وصل الشعر بالخيط
في سياق معرفة حكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي يجب ذكر أنه يعد الخيط من المواد التي تختلف تمام الاختلاف عن شكل الشعر وهيئته لذلك اتفق العلماء على جواز وصلُه بالشعر الأصلي، من الجدير بالذكر وجود آية في القرآن الكريم تؤكد عدم حرمانية التزيين وهي:
(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف الآية 31
، ولكن هذا لا يعني جواز تزين المرأة لغير زوجها أو الخروج بالزينة في الشوارع.
اقرأ أيضًا: حكم حلق الشعر للمضحي
الدليل النقلي على تحريم وصل الشعر
شرع الله في الدين الإسلامي التزيين للنساء والرجال ولكنه وضع الكثير من الضوابط والأحكام لضبطه، وأمر بعدم تعدي تلك الضوابط، ومن أهم الأمور التي يهتم بها الرجل والمرأة على حد سواء تزيين الشعر والاهتمام به، والجدير بالذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالاهتمام به وتسريحه.
لكنه أمر بعدم الإكثار في ذلك أو الإطالة فيه إستنادًا للحديث الشريف: (نهى عن الترجُّلِ إلا غبًّا)، ويجب التنبيه على أن كل علماء الدين قد اتفقوا على تحريم وصل الشعر وقد استندوا في أقوالهم تلك على الكثير من الأحاديث الذي قالها الرسول الكريم.
حيث ذكر فيها تحريم ذلك ولعنة الله لمن يفعله واللعن هو الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى ومن خلال النقاط التالية سوف نوضح أهم تلك الأحاديث:
- من أكثر الأحاديث دلالة على تحريم الله لوصل الشعر الحديث الذي ذكرته أسماء بنت أبي بكر تحكي فيه عن سؤالها للرسول عن إذا ما كانت تستطيع وصل شعر ابنتها وهو: (سألتِ امرأةٌ النبيّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنّ ابنَتِي أصابَتْها الحَصْبةُ، فامَّرَقَ شَعْرُها، وإني زَوَّجْتُها، أَفَأَصِلُ فيه؟ فقال: لعنَ اللهُ الواصلةَ والمستوصِلَةَ).
- روى أبو هريرة، وهو من الصحابة الذين عاصروا الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأن رسول الله قال في حديث شريف: (لَعنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُستَوصِلَةَ، والواشِمةَ والمُستوشِمَةَ).
- يوجد أيضًا حديث شريف آخر روى عن البخاري وهو: (قدِمَ معاويّةُ المدينةَ، آخرَ قدْمةٍ قدِمَها، فخطبنا، فأخرج كُبّةً من شعَرٍ، قال: ما كنتُ أرى أحداً يفعلُ هذا غيرَ اليهودِ، إنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمّاهُ الزورَ؛ يعني الواصلةَ في الشّعرِ).
اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين
سبب تحريم وصل الشعر
في صدد عرضنا لحكم وصل الشعر بشعر غير طبيعي من المهم التنبيه على أن من رحمة الله بنا أنه بيَن لنا الأسباب وراء تحريمه للأمور حتى لا يستطيع الإنسان تحكيم عقله في كل الأمور الدينية والتأكد من مدى صحة التحريم وعدم وجوب قيامنا بها ولكن هذا لا يمنع وجود الكثير من الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى ولم يُبيَن لنا لما تم تحريمها!
حيث اقتصر بذلك لنفسه سبحانه ولذلك لعدة أمور يعد أهمها اختبار الإنسان في مدى طاعته لله وامتثاله لأوامره، ومن خلال النقاط التالية سوف نوضح السبب في تحريم وصل الشعر بشعر آخر:
- حرم الله وصل الشعر بشعر آخر حيث إن هذا يساعد على تغيير الخلقة التي أمرنا الله بعدم العبث أو التغيير فيها وذلك استنادًا للآية الكريمة: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) الآية 119 سورة النساء.
- كرم الله الإنسان جدًا وفي حال تم توصيل الشعر بشعر آخر يعد هذا إهانة له فمن المحرم الانتفاع بشعر الناس وذلك للحفاظ على كرامته.
- من الممكن أن يكون الشعر الموصل من أصل حيواني أو من أحد الأشخاص الذي يعانون من مرض جلدي مما يضر المُوصل بشكل كبير ويسبب له الكثير من الأمراض.
- حرم الله الغش لذلك لا يجب على المرأة أو الرجل توصيل شعرهم لما في ذلك من تزوير وإخفاء لحقيقة الشعر الأصلية وإعطائه مظهر غير الذي عليه من طول وكثافة.
التزيين والمظهر الجمالي من الأمور التي يحبها الناس أجمعين ولكن عليهم الالتزام بأوامر الله في ذلك وتجنب الأمور المُحرمة.
