حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها
ما هو حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها؟ وهل في الشرع ما يوجب تفضيل الزوج عن غيره؟ للأسف تكاثرت في تلك الأيام الخلافات بين الأزواج خاصة حديثي الزواج منهم، يرجع ذلك لأسباب عديدة، لعل أهمها ما يتسبب فيه الأهل والأقارب، فاليوم ومن خلال موقع زيادة سنعرض حكم الشرع في تلك المسألة.
حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها
ليس هذا المقال هو الأول، ولن يكون الأخير فيما يتعلق بالمشاكل الحادثة بين الزوجين، قد لا نختلف على ضرورة حدوث خلافات بين الزوجين، فهذا بالطبع من الأمور البديهية، فكلأهما آتي من بيئته المختفلة، متسلحًا بطباعه الخاصة، وفجأة وعلى حين غرة فهما ملزمان بالمعيشة معًا أبد الدهر.
فتنشأ الخلافات بفعل محاولة كلا الطرفين تطبيع الآخر على صفاته وأسلوب معيشته، كذلك ما يحدث بفعل أحد عيب الطرفين والذي قد يكون خارج عن احتمال الطرف الآخر، ومنها من ينشأ بفعل عدم التفأهم العقلي بين الطرفين، وكذلك منهم ما نتحدث عنه عن طريق سؤالنا ما حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها.
ستكون إجابتي صريحة في بادئ الأمر تحاشيًا للوقوع في خطأ التعويم أو عدم تحديد إجابة قاطعة واضحة، فأحد أكثر الأخطاء التي تقع فيها الزوجة وخاصة المتزوجة حديثًا هي تفضيل الأهل على زوجها.
أتت تلك الفتوى من الأئمة بناءً على ما ورد من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة” أيُّ الناسِ أعظمُ حقًّا على المرأةِ؟ قال رسول الله: زوجُها”.
في ذلك الحديث المروي على لسان السيدة عائشة دليل قاطع على حق أولوية الزوج في قلب زوجته عن غيره، وذلك يأتي لما رآه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من فضل للزوج الصالح على زوجته، فهو يسعى جاهدًا طوال اليوم باحثًا عن لقمة زاد لزوجته وأطفاله، مضحيًا في سبيل ذلك بكل ما هو غال ونفيس.
كذلك فقد رأى النبي في الزوج الصالح درعًا وحمايةً لأهل بيته وعرضه من المخاطر التي قد تطالهم على أيدي أصحاب الأذى خارج المنزل، وعليه فقد يأتي في أقل حقوقه أن يكون صاحب التفضيل الأول في قلب زوجته وأولاده.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة؟
أمور تخطئ المرأة فيها حيال زوجها
بالطبع واحدة من أهم الأخطاء التي تقترفها المرأة حيال زوجها هي التي ذكرناها أثناء ذكر حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها، ولكن يوجد أفعال أخرى تقترفها المرأة حيال زوجها والتي من شأنها الإقلال من قدره وإقحافه حقوقه، والتي منها الآتي:
- بعض النساء قد تجعل من الظن بالسوء بزوجها أداة من شأنها هدم حياتهم الزوجية دون أي داعي ولا حق، مما يسبب الهم والحزن لها ولأبنائها وزوجها بسبب لحظة من التسليم لبعض الشكوك الخالية من الصحة.
- بعض الزوجات قد يحملن أزواجهم فوق طاقتهم من المسؤوليات والأمور المادية، فإن لم يكن ذلك الزوج هو الموفي لأحلامها المادية لما قد تزوجته وأثقلت عليه فوق طاقته؟
- يعد ذلك الخطأ في حق الزوج من الأخطاء التي تمس كبريائه وكرامته، وهو أن تقارن الزوجة بينه وبين أزواج آخرين مقتدرين ماديًا عنه، مما يتسبب في جرح شعوره وكرامته.
- تقوم بعض الزوجات بلوم الزوج على أفعال خارجة عن إرادته، فتقوم بلومه على ما يفعله أهله أو أقرباءه من تصرفات تجد فيها تقليلًا منها، في بعض الحالات يمكن للزوج الحفاظ على كرامة زوجته، والبعض الآخر لا يملك الزوج من حول ولا قوة فيجب أخذ ذلك في الاعتبار وعدم تحميله فوق طاقته.
- العبوس في وجه الزوج في حال ما رغب بشيء ما منها، فيه إثم كبير وغضب من الله.
- كانت إحدى المشاهد التي رآها رسول الله حين ذهب في رحلة الإسراء والمعراج هي رؤية أغلب أهل النار والآتي كن من النساء، فلما سُئل رسول الله عن السبب كانت أهم تلك الأسباب متخلصة حول مقولته (تكفرن العشير).
بمعنى أن تعيش الزوجة مع زوجها أبد الدهر لم تجد منه إلا خيرًا، ولكن حين يبدر منه يومًا ما ما لا يسر فإنها تنكر عشيرته ولا تتذكر إلا سلبياته وما سبب لها من الألم والحسرة.
اقرأ أيضًا: حكم هجر الزوج لزوجته أكثر من أربعة أشهر والحقوق المشتركة للزوجين
أمور تظلم فيها الزوجة زوجها
بعد أن ذكرنا أهم الأخطاء التي تقع فيها المرأة حيال زوجها، والتي كان أولها ما أوضحنا به حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها، فها نحن نتبع بأمور تظلم فيها الزوجة زوجها والتي منها الآتي:
- بعض الزوجات تبدي من اللطافة وحين المعاملة والبشاشة مع الرجال ما لا تبديه لزوجها، فإذا أقبل عليها مديرها أو زميلها بالعمل ابتسمت معلنة عن فرحتها بلقائه، أما في حال ما إن رأت زوجها فلم حتى تبدي له من ردود الفعل ما يثبت وجوده، ففي ذلك جرح وتقليل من مكانة الزوج وخطأ في حقه.
- أحد أكبر الأخطاء وأعظمها والتي تقع فيها المتزوجات هو إفشاء الأسرار المنزلية، يعد ذلك الفعل بمكانة الخيانة في بعض الأحيان…
ففي إفشاء الزوجة لأسرار زوجها وفضحها لأخطائه إثم كبير ودلالة على انعدام أخلاقها، كما أن في إفشائها لأسرار بيتها سبيل واسع المجال لدخول الشيطان وتسبب الفرقة والمشاكل بينها وبين زوجها.
- تظلم الزوجة زوجها أشد أنواع الظلم في حين ارتضاها العيش تحت ظله والانتفاع من سكنه وحياته وهي تكن لرجلٍ آخر بداخلها مشاعر أخرى، فهي بهذا الفعل تعد بمكانة الخائنة لعشرته، حتى لو كانت تلك الخيانة في خيالاتها فقط.
- كذلك فإن في منع الزوج من إعطائه حقوقه الشرعية، مما يجعله يكره عشرتها ويذهب بحثًا عن السكينة خارج المنزل، ظلم بين وإقحاف لمشاعره تجاهها.
- كما أن في تفضيلها لأهلها عن أهل زوجها في الأمور المادية مثل حسن الاستضافة والمبالغة في كرهم على عكس تمامًا ما تفعل مع أهل زوجها، إقحاف وإقلال من حق الزوج في التباهي بزوجته المحبة لأهله، فلا يقل هذا في شيء عن حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها.
أمور واجبة على المرأة لإطاعة زوجها طبقًا للشرع
في بعض الأمور التي تفعلها الزوجة مخالفة كاملة للشرع تجاه زوجها، على سبيل المثال ما ذكرناه عن حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها، فيجب وعلى الجانب الآخر إطاعة المرأة لزوجها بما لا يخالف شرع الله، ومن ضمن أهم الأفعال الواجبة عليها ما يلي:
- أوجب الشرع على المرأة ألا تخرج من منزل الزوجية إلا في حال استئذان الزوج، فإن لم يقر لها الخروج، ناقشته بما يمكن أن يقنعه ويرضيه عن طيب خاطر منه وليس بهدف التخلص من كثرة الطلب والإلحاح.
- في حال رغبة الزوجة في الصوم وهو أحد العبادات الخالصة لله، فقد أوجد الله عليها أن تستأذن زوجها قبل ذلك، حتى لا توقعه في حرج إذا ما كان يرغب في شيء منها أو كان يرغب مجالستها معه أثناء الطعام أو أي سبب آخر يره الزوج، فلا إثم عليها إن لم يرتضي لها الصيام.
- لا تسمحي لأحد بدخول المنزل في غير وجودة إلا بإذنه، ليس فقط الأمر مقتصر على الرجال وإنما النساء، حتى لو كان أحد محارمك، ففي ذلك نوع من أنواع صيانة العرض وحفظ المال والنفس.
- يجب على الزوجة تلبية رغبة زوجها إذا ما طلبها في الفراش، على أن يكون عن طيب خاطر منها، وليس عن عبس وإبداء صريح لعدم رغبتها في ذلك مما يسبب الحرج لزوجها.
- كذلك فالتزين وحفظ النفس والمال من أهم الأمور التي يوجبها الشرع على الزوجة.
الزوج الصالح وما له من فروض تجاه زوجته
قد ترى البعض ونظرًا لطبيعة المقال وما يحتويه من مجموعة من الأوامر والنواهي للزوجة فقط، أن في الدين الإسلامي تحامل على المرأة وعدم تقدير لها، لذا ومن باب الإنصاف يجب الاعتراف بعدة أشياء، توجب تلك الأوامر والنواهي التي أقرها الشرع من جهة الزوجة الصالحة، فماذا ذكر الشرع عن الزوج الصالح؟
الأمر ليس عملة معدنية ذات وجه واحد مكتوب عليه حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها، فالوجه الآخر ما هو إلا صفات وإرشادات للرجل حتى يتصف بصفات الزوج الصالح، أضمن لك عزيزي القارئ في حال ما استقام الحال بين الزوجة والزوج بصلاح الأخلاق فهنيئًا لهم بالجنة في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: حكم رد الزوجة على سب زوجها هل يجوز؟
صفات الزوج الصالح
فمن أهم ما يتوجب على الرجل أن يكونه حتى يكون زوج صالح هو أن يكون مصدر الأمان، فالخوف وبطبيعة الحال إحدى موروثات المرأة منذ ولادتها، ففي حال استطاع الرجل إشعارها بالأمان فهو نعم الرجل ونعم الزوج.
كذلك فالحب هو أغلى هدية يمكنك أن تهبها لزوجتك، فهي التي تهبك الدفء والسكينة والأمان النفسي، فإشعارك لها بالحب والتقدير من جانبك هو أقل ما يمكنك أن تعطيها إياه لتملك قلبها وتكون نعم الزوج لنعم الزوجة.
لا أحد ينكر ما للمرأة من قدرة على تحمل المسؤولية والقيام بدورها ودور الرجل في آن واحد، فحياتنا مليئة بتلك القصص العظيمة لنساءٍ تمكنوا من فعل ذلك…
لكن عزيزي الرجل الأصل في المسؤولية هو أنت فلا تحملها ما هي في غنى عن تحمله من الأساس، فهي لديها مهام أخرى حرى بها تأديتها على أكمل وجه.
عن زيد بن أسلم أنه سمع رسول الله قال “إنَّ الغيْرةَ من الإيمانِ وإنَّ المَذاءَ من النِّفاقِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليس منا من لا يغار على أهله، ذلك ما قصده الرسول الكريم في حديثه الشريف، الغيرة هي أهم أعمدة الرجولة بوجهٍ عام، فلن تكتمل لديك صفات الزوج الصالح حتى يكن لك من الغيرة على أهلك ما يفوق الصفات الأخرى.
قبل أن تسأل عن حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها فيجب عليك الأخذ في الاعتبار أن احترامك لزوجتك وتقديرك لها ولأهلها أو أهلك يعد أساس من أسس الزوج الصالح والرجل العظيم بوجه عام، فقبل سؤالك إذا ما كانت تفضل أهلها عليك اسأل نفسك هل تفضلها عمن سواها؟
الحياة الزوجية هي نعمة من الله يفوز بها من يحسن تقديرها، فإن رزقكم الله ببعضكم فاحرصا على أن تكونا مصدر دفء وحنان تجاه بعضكما، ولا تقوما من الحماقات ما يدفعكم يومًا ما للسؤال عن حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها.
