هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد
هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد؟ وما هي آراء المذاهب الأربعة في هذا الأمر؟ حيث اختلفت المذاهب في هذا الحكم كما الحال بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الأخرى، لذا سوف نقوم بعرض كل ما يخص إجابة هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، من خلال موقع زيادة.
هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد
إن صلاة الشفع والوتر حدد وقتها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين العشاء والفجر.
بصدد جواز إتمام صلاة الشفع والوتر بنفس التشهد فقد اختلف الفقهاء، فمنهم من أجزم أن السُنة في الفصل بينهما، ومنهم من فضل صلاة الوصل للثلاث ركعات، استنادًا للحديث الشريف: “إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً، وهي الوِترُ، فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ” (صحيح).
من الأفضل تأخيرها لآخر الليل ليصليها في ختام الليل قبل وقت السحر، ولكن إن كان ليس على يقين من قدرته على اليقظة لتلك الفترة فلا ضير في صلاتها بعد العشاء مباشر.
استنادًا إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ. وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: مَحْضُورَةٌ” (صحيح مسلم).
إذًا صلاة الشفع والوتر إما أن تُصلى متصلة أم منفصلة، وهذا لا اختلاف عليه بين العلماء، فلم يُجزموا بصحة هذا أو بطلان ذاك، إنما اتفقوا فيما بينهم على ذلك.
فبالتالي يجوز تأدية صلاة الشفع والوتر بثلاث ركعات متصلتين ويجمعهما تشهد واحد، كما يجوز أن يتم تأدية الصلاة منفردة أي بصلاة ركعتين الشفع بالتشهد، والتسليم ثم صلاة الوتر بتشهدها.
لكن الخلاف دار بين العلماء والمذاهب في أفضلية صلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات بتشهد أم الأفضلية في فصل الشفع والوتر، لذا سنستعرض آراء المذاهب معًا.
اقرأ أيضًا: السور التي تقرأ في صلاة الشفع والوتر وفضل تأديتهما
مذهب الحنفية
بصدد الإجابة على هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، قد قال الإمام أبو حنيفة أن صلاة الشفع والوتر تكون ثلاث ركعات، لكنها تكون مثل صلاة المغرب أي لا يقوم المُصلي بالتشهد بينهم.
يتم قراءة سورة الفاتحة وسورة قصيرة في كل ركعة من الثلاث، وفي الركعة الثالثة يتم قراءة دعاء القنوت قبل الركوع.
مذهب المالكية
يرى الإمام مالك أن صلاة الشف والوتر من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه ذهب إلى جعل تلك الركعات منفصلة، أي قال بجواز التشهد بينهم، فيقوم المُصلي بصلاة الشفع ركعتين ومن ثم يقوم بالتشهد، وبعدها يُصلي ركعة الوتر.
كما أنه قال إن اتصال الثلاث ركعات معًا يعد أمر غير مستحب، لذا فقد اختلف مع المذهب الحنفي في ذلك.
اقرأ أيضًا: صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا وحكم وفضل صلاة الشفع والوتر
مذهب الشافعية
بالنظر إلى سؤال هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، جاء الإمام الشافعي ليكون حلقة الوصل بين الإمامين أبو حنيفة ومالك، حيث إنه ذهب إلى جواز الحالتين.
سواء كان اتصال الثلاث ركعات معًا، وبتشهد واحد، أو في حالة الفصل بينهم وأن تُصلى الشفع ركعتين بتشهد، والوتر ركعة واحدة بتشهد آخر.
مذهب الحنابلة
بالنسبة للإمام ابن حنبل فقال إن صلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، واتفق مع الإمام الشافعي في جواز تأدية الثلاث ركعات معًا بتشهد واحد، مع جواز تأدية كلاهما منفرد بتشهد، وهو أدنى الكمال.
حالة صلاة الجماعة
هناك حالة إن كنا نصلي جماعة وراء إمام ويتبع مذهب غير مذهبي، فهل تجوز صلاتي عندها؟ هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، وانا اتبع مذهب لا يجزم بذلك؟
جاء الرد من العلماء المسلمين بأنه لا بأس بالصلاة واتباع الأمام فما يفعلونه ما هو إلا اتباع لمذهب إمام مُجتهد فسر ذلك بناءً على اجتهاده في دينه، وكان في اختلافنا رحمة.
اقرأ أيضًا: ماهو دعاء القنوت
دعاء القنوت
في إطار حديثنا عن إجابة هل صلاة الشفع والوتر يجوز أن تُصلى بتشهد واحد، جاء دعاء القنوت ليخصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الصلوات الخمس فقط في حالة النوازل والبلايا التي تحل على المسلمين، أما بالنسبة لصلاة الوتر فلم يأتي تخصيص الرسول بها، فهو يُسن في النوازل وغيرها.
فنشير إلى أن دعاء القنوت في صلاة الوتر يفضل أن يكون في الركعة الأخيرة بعد الركوع، ولكن لا ضير إن كان قبل الركوع.
أما عن دعاء القنوت فنتناوله من خلال الحديث الشريف: “عن الحسنِ بنِ عليٍّ رضيَ الله عنْهما، قال : علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ، – قالَ ابنُ جوَّاسٍ: في قنوتِ الوترِ اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ” (صحيح).
في الأمور الفقهية والأحكام الدينية نستند إلى السنة النبوية الشريفة، ونتخذ من مذاهب الأئمة الأربعة مصباحًا نهتدي به إلى اليسير الصواب.
