هل الميت يشعر بالبرد
هل الميت يشعر بالبرد؟ وما الذي يشعر به الميت في قبره؟ حيث إنه من الشائع أن الميت يشعر في قبره ويسمع الأحياء يتحدثون عند دفنه، لكن ما صحة هذه الأقوال؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال موقع زيادة من خلال تعرفنا على إجابة سؤال هل الميت يشعر بالحرارة؟ كما إننا سنشير إلى المزيد من التفاصيل حول الموضوع وذلك من خلال السطور القادمة.
هل الميت يشعر بالبرد
إحساس الإنسان بعد خروج الروح منه لم يذكر في أي حديث أو أي أقوال تؤكد لنا إذا كان الميت يشعر في قبره أم لا، حيث إن هذه المسألة من الأمور الغيبية التي يُفضل أن يتوقف الإنسان عن البحث لإجابة لها.
كما أننا نجد أن بعض العلماء قد ورد عنهم أنهم تحدثوا في هذه المسألة لكن كلها أحاديث ضعيفة لم يؤكد عليها الكثيرين، لذا نستنتج أن سؤال هل الميت يشعر بالبرد إجابته محل خلاف بين المعارضين والمؤيدين.
اقرأ أيضًا: علامات كرامات الميت
هل يبدأ حساب الميت وهو في ثلاجة الموتى؟
في إطار حديثنا عن إجابة سؤال هل الميت يشعر بالبرد نجد أن الكثيرين يتساءلون إذا كان حساب الميت يبدأ وهو في ثلاجة الموتى أم فقط بعد أن يتم دفنه؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال الآتي:
وفقًا لما ورد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإن الميت لا يتم حسابه إلا بعد أن يُدفن في التراب، فحتى لو كان موضوع في ثلاجة الموتى لأيام فهو لن يتم سؤاله عن أي شيء فعله في حياته من قبل الملائكة.
نجد أن الكثيرين يهتمون بالتعرف عن طريقة حساب الميت الذي مات عن طريق حرق أو مات ولم يتم دفنه وترك في الصحراء، كيف سيتم حسابه وهو لم يُدفن؟ والإجابة أيضًا مازالت غير معلومة ونجد أن الكثير من العلماء قد أكدوا أنه يتم حساب هؤلاء الأشخاص لكن لا نعلم كيف يحاسبون ولا على أي هيئة يتم حسابهم فهذه الأمور أيضًا من الغيبيات.
هل يرى الميت روحه عندما تخرج؟
مازلنا نكمل في حديثنا عن إجابة سؤال هل الميت يشعر بالبرد، ونقوم بالتعرف معًا إذا كان الميت يشعر بروحه عندما تخرج؟، وذلك في الفقرات التالية:
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الميت يشعر بروحه عندما تخرج، وقد أكد أهل الفقه والسنة على ذلك من الأحاديث، كما أنهم أشاروا إلى أن الميت يرى روحه ويتتبعها ببصره فيرى إذا كانت روحه ستذهب للجنة أم للنار.
من الأدلة التي تثبت هذه الأقوال هو ما ورد عن الرسول أنه قام بفعله مع زوج أم سلمة –أم المؤمنين-، حيث إنه عندما مات زوجها كان شاخصًا ببصره في مكان ما؛ فقام الرسول بغلق عينه وقال “إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ”.
الجدير بالذكر أنه لم يرد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أنه قال المدة التي يرى فيها الميت مُستقر روحه؛ كما أنه لم يشير إلى الكيفية التي يرى فيها الميت روحه فهذه الأمور مازالت من الغيبيات والتي لم يذكر لنا علماء الأحاديث شيء عنها ولم يهتموا بالبحث فيها وذلك بسبب اتباعهم لقول الله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”.
اقرأ أيضًا: علامات حضور ملك الموت 6 علامات
ما الذي يشعر به الميت في قبره؟
بعد أن ذكرنا إجابة سؤال هل الميت يشعر بالبرد وتعرفنا على أن المسألة فيها خلاف بين العلماء فبعضهم قال إنه يشعر والبعض الآخر لم يتفق مع هذه الأقوال، ننتقل للتعرف على الشعور الذي يشعر به الميت في قبره، وذلك باتباع ما يلي:
قد بحث الكثير من العلماء عن مسألة سماع الميت للصوت في قبره، لكنهم اختلفوا أيضًا في هذه المسألة، لكن الأغلبية ذهبت إلى قول إن الموتى وهم في قبورهم يسمعون كل كلام الأحياء بوضوح لذلك ينتظرون من يذهب إليهم ويدعو لهم.
الدلائل التي ذكرها من يتفقون مع قول سماع الموتى للأحياء، ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الميت بعد ترك أهله له: “إنَّ الميتَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ، إنّهُ ليسمَعُ خَفقَ نِعالِهمْ إذا انصَرفوا”.
نجد في الحديث السابق إشارة واضحة وصريحة أن الميت يسمع ويشعر بكل شيء يحدث حوله من بداية انهيال التراب عليه حتى خفق نعال من حوله وهم يغادرون المكان.
كما أن العلماء قد ذكروا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ورد عنه أنه قال صراحةً أن الموت يسمعون كلام الأحياء، وذلك عندما مات عدد من الصحابة في غزوة بدر فنادى عليهم – صلى الله عليه وسلم- بأسمائهم وقال لهم:” أليس قد وجدتم ما وعد ربُّكم حقًّا؟ فإنّي قد وجدتُ ما وعدني ربي حقّاً”.
عندما سمع عمر بن الخطاب قول الرسول هذا سأله لماذا ينادى على الصحابة وهم موتى فقال له: “والذي نفسي بيدِه ما أنتم بأسمعَ لِما أقول منهم، ولكنّهم لا يقدرون أن يُجيبوا”، ونستدل من هذا القول بأنه تأكيد على سماع الموتى لكن عدم قدرتهم على الإجابة.
اقرأ أيضًا: ماهي سكرات الموت؟
مسألة سماع الميت لكلام الأحياء في القبر
مازلنا نكمل حديثنا عن شعور الميت في القبر ومسألة سماع الميت لكلام الأحياء وحركتهم، ونشير إلى بعض الأقوال التي أكدت أو نَفَت هذا الأمر وذلك فيما يلي:
كما أن العلماء استدلوا بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر الأحياء بالدعاء إلى الميت لأنه يسمع ويشعر بكل قول يدعوا به، كما أن حُجتهم كانت إذا لم يشعر الميت بكلام الأحياء لما كان رسول الله ليأمر بمثل هذا الأمر ولا التأكيد على فعله.
على الرغم من أن الكثير من الأقوال قد أكدت أن الموتى يسمعون كلام الأحياء إلا أننا نجد مجموعة من العلماء قد ذهبوا إلى تأكيد القول الذي ذكرته السيدة عائشة أم المؤمنين عندما قالت إن الموتى لا يسمعون كلام الأحياء والدليل على ذلك قول الله تعالى:“ إنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ”.
كما أن الله تعالى قال في آية أخرى:“ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ”، أما بالنسبة إلى أقوال النبي التي ذكرناها فيما سبق فقد قال البعض بأن الرسول كان يقصد بحديثه الميت بعد دفنه مباشرة.
حيث إنهم أكدوا بأن الميت بعد الدفن مباشرة يشعر بالأحياء حيث إن الروح تعود إليه في هذا الوقت من أجل الحساب، أما بعد ذلك فهو لا يسمع من كلام الأحياء شيء وأمر الرسول بالدعاء لهم من أجل فضل الدعاء وليس لأنهم يسمعون ما يقال.
مسألة شعور الميت بالبرد من المسائل التي لم يتحدث عنها الكثير من الناس، لكننا نستدل من بعض الأحاديث التي وردت عن العلماء أن الميت لا يشعر بشيء بعد موته، لذا يجب علينا أن نكف عن البحث في الغيبيات وذلك امتثالًا لقول الله تعالى.
يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ،أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له” لذا فأفضل ما يقدم للميت هو الدعاء والصدقة له.
