الأسباب المعينة على قيام الليل

الأسباب المعينة على قيام الليل تساعد العبد على الاستيقاظ من النوم لتأدية قيام الليل، فإن تلك الصلاة ليست من الفروض ولكنها تساعد على تحسين العلاقة بين العبد وربه، ليزداد رزقه في الدنيا وترتفع مكانته في الآخرة، وسنتعرف إلى تفاصيل كثيرة من خلال موقع زيادة عن الأسباب المعينة على قيام الليل.

الأسباب المعينة على قيام الليل

الأسباب المعينة على قيام الليل

صلاة قيام الليل من الصلوات التي تزيد من قيمة العبد عند الله سبحانه وتعالى، وذلك لما جاء من أهميتها وفضلها وجاء في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الكثير عن فضل قيام الليل وآثرها على نفس ورزق العبد الذي يحرص على تأديتها.

في حديث عن أبو هريرة أنه سأل النبي محمد عن أفضل صلاة بعد الصلاة المكتوبة والمقصود بها الفروض، وكانت إجابة الرسول عليه “أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”.

يوضح ذلك أهمية تأديتها وأن هناك الكثير من الأسباب المعينة على قيام الليل، التي تساعد العبد في الدنيا وتجعله يتأكد من أن مكانته بالآخرة جيدة، ولكن من المهم أن يكون العبد جاهز لمحاربة الشيطان الذي سيحاول أن يمنعه عن تأديتها، لكثرة الآثار الإيجابية لتأدية صلاة قيام الليل التي تتمثل في:

1- الإخلاص والتقرب إلى الله

أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتقرب إليه بالعمل الصالح وفعل الخير في الدنيا، حتى يوفقنا الله في حياتنا ويزداد الخير والبركة لتتيسر الأمور، وجاء ذلك في قول الله (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [سورة البينة: الآية 5].

تعتبر تأدية صلاة قيام الليل من الطاعات الخفية التي تزيد من تقربك إلى الله، وكذلك أن تصبح مخلصًا له في كل أعمال الدنيا، وتبتعد عن الذنوب والمعاصي، حيث قال أبو ذر الغفاري في حديث عن النبي “قُلْتُ يا نَبيَّ اللهِ أيُّ اللَّيلِ أحَبُّ إليكَ إنْ قُضِي لي أنْ أُصلِّيَ فيه ركعتَيْنِ قال نِصفُ اللَّيلِ وقليلٌ فاعِلُه”.

المقصود بنصف الله هو قيام الليل وهناك الكثير من الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – التي نتعرف منها على فضل قيام الليل، وإن من أكثر الأسباب المعينة على قيام الليل هو التقرب إلى الله والإخلاص في العمل.

اقرأ أيضًا: أسباب ألم الكتف عند التنفس العميق

2- الشعور بأن الله يدعوك لقيام الليل

الله سبحانه وتعالى هو الغني الكريم الذي بيده جميع أمور العبد من خير أو الشر، وشعور العبد بأن الله عز وجل يدعوه ليصلي قيام الليل ويطلب منه ما يريد، حتى يرزقه الله بالخير فإن ذلك دليل على توطيد العلاقة بين العبد وربه، ولا يشعر بذلك ألا المؤمن المخلص إلى الله.

جاء قال الله في كتابة الكريم (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) [سورة المزمل]، وهذا إثبات بأن قيام الليل من أكثر الصلوات التي يجب أن يحرص العبد على تأديتها بعدد الركعات التي تناسبه سواء كان بالزيادة عن ركعتين أو أقل.

لكن المهم أن يقوم العبد بتأديتها، وهذه الآية دعوة من الله إلى قيام الليل، حتى يعينك الله في الدنيا والآخرة.

3- التوبة عن المعاصي وإبعاد الشيطان عن النفس

الشيطان عدو للإنسان فهو يأتي للمؤمن الضعيف، حتى يبعده عن عبادة الله ويقوم بفعل الذنوب والمعاصي التي تنتهي بالإنسان إلى طريق الهلاك، فإن غرض الشيطان الأساسي ألا يكون عدد المؤمنين الموحدين بالله كثير.

إدراك العبد لذلك ورغبته في العودة إلى الله بعد فعل المعاصي والذنوب، تجعله يدخل في حرب كبيرة بين نفسه والشيطان، وإذا نجح العبد في تلك الحرب يبتعد عنه الشيطان ويرزقه الله بالخير في الدنيا والأخرة لسيطرته على شهواته التي تعيق الأرزاق.

في هذه الوقت تكون تأدية العبد لصلاة قيام الله من أكثر العبادات التي تجعل الشيطان يبتعد عنه، وتطهر من قلبه وتزيد درجة إيمانه حيث جاء في حديث عن أبو هريرة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “إذا استيقظ أحدُكم من منامِه فتوضَّأَ فلْيَسْتَنْثِرْ ثلاثَ مراتٍ، فإنَّ الشيطانَ يبِيتُ على خياشيمِه”.

يقصد النبي في هذا الحديث أن العبد الذي يعين نفسه على الاستيقاظ ولا يستمع لرغبة الشيطان بالنوم، ويكون حريص على الوضوء لصلاة قيام الليل، فإن الشيطان الذي يتواجد على خياشيمه وهي الأنف يطرد عند الوضوء أثناء غسيل الأنف.

عندها سيشعر العبد بالسلام النفسي لبعد الشيطان عنه، ومن الأفضل أن يطلب من الله أن يعينه على الشيطان والنفس.

اقرأ أيضًا: دعاء الثلث الأخير من الليل مستجاب

4- الحصول على فضل قيام الليل

شعور العبد بأنه يقف بين يدي الله في جوف الليل يجعله يتمنى لقاء الله، وذلك ما يعينه على فعل الخير في الدنيا حتى يلقى الله في أحسن صورة ولا تكون ذنوبه كثيرة، حيث جاء في حديث عن أبو هريرة أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – قال “من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.

هذا يؤكد أن لقيام الليل فضل كبير وفوائد كثيرة يحصل عليها العبد عند الحرص على تأدية قيام الليل، وقال علماء الدين أن فضل قيام الليل معروف عند البعض، ولكن هناك الكثير من الفضائل لا يعلمها ألا الله وسيحصل عليها العبد في جنة الخلد، وإن الفضائل المعروفة تتمثل في:

  • زيادة مكانة العبد في الجنة، ورفع درجاته كلما حرص على تأديتها بشكل صحيح.
  • تكفر الذنوب والسيئات، فإن العبد الذي يريد التوبة يجب أن يحرص على تأدية قيام الليل حتى يتقرب إلى الله.
  • شعور العبد برحمة الله به في الدنيا والأخرة، وهذا من أكثر الفضائل التي تساعد في بعد الشيطان لأن العبد يصبح قوي النفس ولا يستمع لكلامه.
  • الشعور بالرضا بالرزق الذي يرسله لك الله عز وجل مهما كان صغيرًا، وهذا ما يضاعف من الأجر والثواب.

5- كثرة فوائد قيام الليل

من أكثر الأسباب المعينة على قيام الليل هي رغبة العبد في أن يحصل على فوائدها، حتى تكون حياته أفضل ويشعر بالمتعة من عبادة الله، فإن صلاة قيام الليل تعتبر صلاة تطوع من العبد غير الفرائض، وهذا يزيد من مكانتك عند الله وسيعود عليك ذلك بالنفع الكبير بالدنيا والأخرة، حيث إن تلك الفوائد تتمثل في:

  • حب الله سبحانه وتعالى للعبد، فإن الذي يحب أحد يتقرب له والتقرب إلى الله عز وجل يكون بالصلاة، وذلك سوف يزيد من درجة حبك عند الله.
  • زيادة نشاط الجسم والقدرة على فعل الكثير من الأمور، وبالتالي سوف يعود ذلك على العبد بصفاء الذهن وعدم الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الاستيقاظ في جوف الليل يساعد الإنسان في الشفاء من أمراض كثيرة، وكان ذلك بإثبات من الأطباء أن الدماغ تقوم في إفراز مادة وقت السهر تساعد في تسكين الألم واختفاء الأعراض المزعجة.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة قيام الليل والدعاء المستجاب

6- زيادة فرصة استجابة الدعاء

ما يمر به الإنسان في الدنيا من ظروف مختلفة يجعله في رغبة من أن يستمع الله لدعائه، ولا توجد فرصة أفضل من أن يؤدي العبد صلاة قيام الليل حتى يطلب من الله ما يريده في الدنيا والستر بالآخرة.

هناك الكثير من الأدعية التي يمكن أن تساعد في إعانة العبد على حياته بالدنيا، والتقرب إلى الله وطلب منه زيادة الرزق والبركة،

كما إن من أفضل الأدعية التي تعين العبد على حياته بالدنيا هو الدعاء الذي كان يحرص على قوله النبي محمد أثناء تأدية لقيام الليل، وقول هذا الدعاء في كل صلاة يزيد من مكانة العبد عند الله ورسوله.

عن عبد الله بن عباس قال كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ يتَهجَّدُ، قالَ: اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ نورُ السَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ قيَّامُ السَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ ملِكُ السَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ

ولَكَ الحمدُ أنتَ حقٌّ ووعدُكَ حقٌّ والجنَّةُ حقٌّ والنَّارُ حقٌّ والسَّاعةُ حقٌّ والنَّبيُّونَ حقٌّ ومحمَّدٌ حقٌّ لَكَ أسلمتُ وعليْكَ توَكَّلتُ وبِكَ آمنتُ ثمَّ ذَكرَ قتيبةُ كلمةً معناها وبِكَ خاصَمتُ وإليْكَ حاكمتُ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أعلَنتُ أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.

هناك الكثير من الأسباب المعينة على قيام الليل، وعند التفكير بها يرغب العبد في تأديتها لكثرة فضائلها وأهميتها، بالرغم من أنها ليست من الفرائض.