هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام

هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام؟ وهل يستوجب الفحص الداخلي الاغتسال؟ كثيرًا ما تتعرض المرأة لعدة أسباب من شأنها أن تدفعها للذهاب إلى طبيب النساء أثناء الصوم، والذي بدوره قد يطلب القيام بإجراء الفحص الداخلي، اليوم من خلال موقع زيادة، دعونا نتعرف على حكم الدين من ناحية ذلك النوع من أنواع الفحص وعلاقته بالصوم.

هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام

منذ فترة البلوغ، والمرأة تواجه الكثير من التغيرات الهرمونية مرورًا بالمراحل العمرية المختلفة، حيث تتعرض لنزول الدورة الشهرية، الحمل، الولادة، الرضاعة، وغيره من التغيرات المختلفة، والتي قد تتطلب الذهاب إلى أطباء النساء والولادة في الكثير من الأوقات.

إلا أن هناك بعض الأحيان تستوجب تعرض المرأة للفحص المهبلي أثناء الصوم، فهل الفحص الداخلي يبطل الصيام؟

أفاد أغلبية علماء الدين أن الفحص الداخلي للمرأة من شأنه أن يفسد الصوم، استنادًا إلى أن أساس الصيام عدم وصول الطعام إلى الجوف أو إيلاج أي شيء في الفرج دون تحديده.

إلا أن هناك بعض العلماء قد أشاروا إلى أنه قد لا يفسد الصوم، إذ أنه من التقنيات العلاجية التي لا تثير شهوة المرأة، ولا تتسبب في إطعامها، أو مدها بأي من العناصر الغذائية، ولكنه قول ضعيف، والأرجح الامتثال لرأي الأغلبية.
كما على المرأة أن تتجنب مواطن الشبهات، فمن الممكن إن أتيحت لها الفرصة أن تقوم بالفحص الداخلي بعد الفطار، أو تلجأ إلى أي من الوسائل الأخرى للقيام بالفحص الداخلي، والذي سنتعرف على طريقته تفصيليًا فيما بعد.

الجدير بالذكر أنه يفضل للمرأة أن تتوجه إلى الطبيبة المؤنثة، بدل من الرجل، حتى لا تضع نفسها في موطن آخر من مواطن الشبهات، ما دام ليس هناك الفارق المضر للمرأة، فالأولى بها كشف العورة أمام المرأة التي تماثلها.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الفحص المهبلي

هل يوجب الفحص الداخلي للمرأة الغسل؟

بعد أن توصلنا إلى جواب سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام، كان علينا أن نتعرف على حكم الدين في وجوب الاغتسال بعد الفحص الداخلي من عدمه.

حيث أشار علماء الدين أنه لا حاجة للمرأة في الاغتسال عقب القيام بهذا الفحص، كونها لم تمارس العلاقة الحميمة، أي أنها لم تصب الحدث الأكبر، فتخضع لحكم الجنابة التي توجب الغسل، إلا أن ذلك لا يمنع من كونها قد فسد صومها إن كانت من الصائمات في ذلك النهار.

كيف يتم الفحص الداخلي؟

الفحص الداخلي بشكل عام، هو الذي يتم عن طريق المهبل، فهناك عدة إصابات من شأنها أن تتطلب ذلك النوع من أنواع الفحوصات، إلا أن هناك سبيلين لذلك الفحص، سنتعرف عليهما من خلال ما يلي، وذلك في إطار الإجابة المثالية على سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام أم لا.

1 –الفحص بالأشعة فوق الصوتية

الفحص الداخلي للمرأة بالأشعة فوق الصوتية من التقنيات المستحدثة التي تكشف الكثير من الإصابات الداخلية المتعلقة بالمهبل، الرحم، الأعضاء التناسلية، وما إلى ذلك، لذا كان من الأمور الهامة أن نسلط الضوء على إجابة سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام، وذلك للتأكد من حكم الدين في ذلك الإجراء والذي يتم من خلال الخطوات التالية:

  • تقوم المرأة بالتوجه إلى الطبيبة لشرح الأمر الذي تعاني منه.
  • حينها تقوم الطبيبة بطلب الفحص الداخلي الذي يتم من خلال الخطوات الآتية، والتي تبدأ بجلوس المرأة على السرير المعد لذلك النوع من أنواع الفحوصات.
  • تقوم الطبيبة بتناول الذراع المهبلي الذي يكشف الصورة الداخلية للرحم والأعضاء التناسلية الخاصة بالمرأة عن طريق الشاشة التليفزيونية، حيث يندرج الفحص الداخلي تحت أنواع الأشعة فوق الصوتية.
  • تقوم الطبيبة في تلك المرحلة بتغطية مقدمة الذراع بأي من المزلقات الطبية لسهولة الإيلاج ومنع الاحتكاك الداخلي الذي قد يؤذي المرأة.
  • بعد ذلك تقوم بإيلاج الذراع في المهبل، وصولًا إلى عنق الرحم، وذلك لكشف كامل الصورة الداخلية عبر الشاشة المخصصة لذلك.
  • بعد حصول الطبيبة على الرؤية الموضحة للأمر، تقوم بسحب الذراع وإزالة ما تبقى من المزلقات عليه باستعمال الأدوات المخصصة لذلك، ثم تعقيمه كما ينبغي.
  • في تلك الأثناء تقوم المرأة بتجفيف المهبل للتخلص من المزلقات الطبية، والجدير بالذكر أن لك الفحص لا يتعدى الدقائق القليلة، ولا يتسبب في أي آثار جانبية، إلا أنه يفسد الصوم كما رأينا في جواب سؤال هل الفحص الداخلي يبطل الصيام.

اقرأ أيضًا: متى تسقط خيوط الولادة الداخلية

2- الفحص اليدوي للمرأة

في بعض حالات الحمل التي من الممكن أن تخضع فيها الأم للولادة الطبيعية، تقوم الطبيبة بطلب الفحص النسائي باستعمال اليد، على أن تقوم بإدخالها إلى عنق الرحم، لمعرفة ما إذا كانت المرأة أوشكت على الولادة أم لا، وهو من مبطلات الصوم حسب رأي الفقهاء.

لذا على المرأة في تلك الحالة أن تقوم بالذهاب إلى الطبيبة لإجراء ذلك الفحص بعد الإفطار.

مبطلات الصيام

في سياق جوابنا على سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام، وتعرفنا الدقيق على خطوات إجراء الفحص المهبلي، كان علينا أن نذكر كافة مبطلات الصوم الأخرى، والتي تستوجب إعادة صوم الأيام بعد ذلك، أو القيام بدفع الكفارة، وذلك حسب السبب الذي أبطل الصوم.

فهناك بعض الأسباب الضرورية التي تسبب في فطر المرء، وهنا رخص الله له أن يكفر عن أيام فطره بالصوم مرة أخرى بعد انتهاء سبب الإفطار، وهناك أسباب من شأنها أن تغضب الله عز وجل علاوة على إفسادها للصوم، الأمر الذي يتطلب الكفارة عما اقترفه المسلم لينال رضا الله عز وجل، لذا دعونا نتعرف على كافة مبطلات الصوم من خلال ما يلي:

1-تناول الطعام والشراب عمدًا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من أفطر يومًا من شهرِ رمضانَ مُتعمِّدًا من غير عذرٍ لم يُجزِهِ صيامُ الدهرِ إلا أن يجدَ يومًا من شهرِ رمضانَ” (صحيح) رواه أبو هريرة.

من الحديث يتضح لنا أنه من قام بالفطر دون الحاجة إلى ذلك، فقد اقترف إثمًا عظيمًا لا يمكنه أن يكفر عنه بأي من الكفارات، ولن يستطيع أن يعوض ذلك اليوم من خلال صومه أي من الأيام الأخرى، وعليه في تلك الحالة أن يتوب إلى الله التوبة النصوح، وأن يسأله العفو والغفران.

اقرأ أيضًا: سبب رائحة المهبل الكريهة

2-القئ العمد، أو ما يسمى بالاستقاءة

هو تعمد إخراج ما دخل الجوف قبل الصوم، إلا أنه في حالة غلب القيء دون التدخل من قبل المرء، فليس عليه من الأمر شيء، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مَن ذرعَهُ القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ ومَن استقاءَ عمدًا فليقضِ” (صحيح) رواه أبو هريرة.

3- القيام بالاستمناء

الاستمناء أو ممارسة العادة السرية من الأمور المحرمة باتفاق العلماء، هذا في الأيام العادية، أما في حالة الصيام، فإنه يبطله ويوجب الإعادة، كما يعتبر من الذنوب المضاعفة التي تستوجب التوبة النصوح.

فالعادة السرية من شأنها أن تدمر الإنسان من الناحية النفسية والعضوية، وتبعده عن طريق الخلق القويم الذي يجب أن يتحلى به المسلم.

4– ممارسة العلاقة الزوجية

على الرغم من أنها من الأمور التي أحلها الله في الأيام العادية، إلا أنها من مبطلات الصوم التي تدخل في حيز الإثم المبين، حيث تستوجب صيام الرجل 60 يومًا متتابعًا، أو إخراج كفارة إطعام 60 مسكين، أو عتق رقبة.

فقد أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:”

“جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ -والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ- قَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به. قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ(صحيح).

5– الحيض والنفاس

من الأمور التي شأنها شأن الفحص المهبلي للمرأة، حيث رأينا من خلال الجواب على سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام، أنه من مفسدات الصوم، كذلك نزول الحيض أو فترة النفاس من شأنها أن تفسد صوم المرأة.

حينها عليها أن تقوم بعد الأيام التي قامت بفطرها، ومن ثم تعيدها بعد الانتهاء من شهر رمضان المعظم، وليس عليها كفارة ما لم يمر على فطرها حول كامل.

6– العمليات الجراحية والولادة

حيث تكون المرأة في حالة لا يسمح لها بالصيام، فعليها أن تفطر وتقضي بعد ذلك، كما أن تناول العلاجات العضلية التي تحتوي على الفيتامينات التي تمد الجسم بالعناصر الغذائية من شأنها أن تكون مفطرة.

فالأولى بالمرأة حال الشعور بعدم القدرة على الصيام جراء التعب، أن تفطر وليس عليها حرج، إلا أنه عليها القضاء بعد ذلك بعدد الأيام التي قامت بفطرها.

اقرأ أيضًا: متى يظهر كيس الجنين في السونار

طرق الفحص الطبية غير المفسدة للصوم

هناك العديد من الطرق الطبية الأخرى التي لا تؤدي إلى فساد الصوم مثل الفحص المهبلي الذي تبين لنا من خلال الجواب على سؤال هل الفحص الداخلي للمرأة يبطل الصيام، أنه قادر على ذلك، لذا حري بالمرأة أن تتعرف على السبل الأخرى التي تمكنها من القيام بالفحص مع الحفاظ على الصوم.

  • التحاليل الطبية، حيث إن خضوع المرأة لأي من أنواع التحاليل لا يؤدي إلى فساد الصوم.
  • القيام بأي من أنواع الأشعة الخارجية، كالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي، وغيرها من الأنواع التي لا تطلب إدراج أي من الأدوات داخل المرأة.
  • الأشعة فوق الصوتية الخارجية، وهي نفس تقنية الفحص الداخلي للمرأة إلا أنه يتم عن طريق الكشف عن الإصابة من الخارج.

من الطبيعي أن تبدأ المرأة في البحث عن إجابة التساؤلات التي تراودها بشأن مبطلات الصيام خاصةً خلال شهر رمضان المبارك لتضمن أن صيامها لفرضها صحيح، ولا شائبة فيه.