حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته
حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته لا يعرفه كثير من الأزواج ولا يعرفوا عقوبته عند الله، فقد أوصى الله على الزوجة في الإسلام وكذلك في جميع الأديان السماوية، حيث يقول الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]، فلا بد على كل زوج أن يتقي الله في معاملة زوجته، ومن خلال موقع زيادة سنقدم لكم حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته.
حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته
رغم أن الله تعالى قد كرم النساء في كتابه الكريم عدة مرات مما يشير إلى عظم مكانتهم في الإسلام، إلا أنك وفي بعض الأحيان تجد تعرض المرأة للظلم من قبل زوجها حينما تتعرض على سبيل المثال لاتهام باطل ولا تجده يدافع عنها.
سواء أن كان ذلك لضعف شخصية منه أو أنه ليس عادلًا معها، لذلك جاءت مواضع في القرآن موضحه “حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته”، لذلك فسنعرض لكم من خلال الفقرات التالية ذلك الحكم وحالاته وكل ما يتعلق به.
اقرأ أيضًا: علامات الرجل الذي يريد الطلاق
1- حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته وهي تشعر بالتضرر من ذلك
غالبًا ما تتضرر الزوجة من معاملة زوجها خاصة في مجتمعاتنا العربية، وإن كانت بعض الدراسات أثبتت وجود عنف كثير ضد المرأة في المجتمعات العربية خلال الآونة الأخيرة، خاصة ذلك التضرر النابع من أهم من قِبل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء.
في تلك الحالة فإن أحد أهم حقوق الزوجة على زوجها هو الدفاع عنها، ولكن للأسف أغلب الأزواج يتغاضوا عن فعل ذلك بحجة تحاشي الوقوع في المشاكل المختلفة.
تشعر كثير من النساء بالتضرر من ذلك، فتبدأ بأخذ الموضوع على حامل الإهانة والذل لسوء معاملة زوجها لها، وهنا للأسف تصبر معظم النساء على تلك المعاملة خاصة إذا كانت لديها أطفال صغار، ولكن جاء الشرع في تلك الحالة وحلل الله في كتابه الكريم الطلاق إذا كانت المرأة لا تتحمل هذه المعاملة.
فقد أمر الله الزوج أن يعامل زوجته بالمودة والرحمة، وأن تزداد هذه المعاملة حُسنًا عندما تكون المرأة في حالة من التوتر النفسي أو عندما يراها تتعرض للظلم، فيجب أن يدافع عنها.
2- حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته وهي لا تشعر بالتضرر من ذلك
شعور الزوجة بالتضرر عندما لا يدافع عنها زوجها أمرًا طبيعيًا، ولكن هناك حالات خاصة لا تشعر المرأة فيها بالتضرر أو بالأصح يكون هذا نوع من أنواع حسن معاشرة منها لزوجها، فلا تجعله يشعر أنها متضررة من شيء.
لا يعد هذا عذر شرعي للرجل لإلا يدافع عن زوجته في حال عدم إظهار تضررها، فبمجرد علمه أنها متضرره أو أن ظلمًا ما وقع عليها وهي لا ترغب في الإفصاح، فالدفاع عنها حق من حقوقها عليه وواجب من واجباته لها حتى وإن كان ذلك أمام والديه ولا سيما عندما يكونا هما مصدر ذلك الظلم.
يدافع الزوج عن زوجته حتى أمام والديه ولكن مع الحفاظ على عدم عقوق والديه وذلك من خلال حسن الحديث ومراعاة حقوق والديه حيث قال الله تعالي (وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ) [لقمان:15] فيجب أن يراعي حق زوجته وحق والديه معًا.
لا تشعر بعض النساء بالتضرر من عدم دفاع زوجها عنها ويكن ذلك رحمة عند البعض وصبرًا منهن وتُأجرن على ذلك، لكن هناك حالات خاصة كما قلنا والمقصود هنا بالحالات الخاصة عندما يكون زوجها مريضًا أو مسافرًا فلا يعرف من الأصل عن تعرضها لظلم أو افتراء.
تصبر المرأة في هذه الحالة وتتحمل مراعاة لظروف زوجها وحفاظًا على بيتها، ولكن لتدافع هي عن نفسها خاصة إذا كانت تتعرض لظلم شديد من قِبل أهله من جهة الشرف أو السمعة أو الأخلاق.
فأحيانًا يصل الأمر بأهل الزوج من الظلم إلى التشكيك في أخلاق الزوجة ويتهمونها ظلمًا وبهتانًا، فعليها أن تدافع عن نفسها ومن له حق الولاية عليها يجب أن يأخذ بحقها سواء والدها أو والدتها.
حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته وهي مخطئة
أحيانًا تخطئ النساء وتطلب من أزواجها الدفاع عنها، “فما حكم الزوج الذي لا يدافع عن زوجته في هذه الحالة؟” عندما تخطئ المرأة على زوجها أن يوجهها للصواب ويواجهها بخطأها، ولتكن معاملته معاملة حسنة معها ربما لا تدرك ذلك الخطأ، فمن النساء من لا يعرفن أن هناك بعض الأمور التي لا يجب فعلها ويطلبن من أزواجهن الدافع عنهن.
يجب على الزوج في هذه الحالة أن يجعل زوجته أولا ً تدرك أنها المخطئة ولكن بالمعروف فلا يقع عليه في هذه الحالة الدفاع عنها ولكن فقط توجيهها ويبين لها ذلك الإثم حتى لا تقع فيه مرة أخرى.
معاملة الزوجة مع سوء معاملة الوالدين
إن تعرض الزوجة للأذى من قِبل والدا الزوج يدفع الزوج إلى الدفاع عنها شرعًا، ولا ضرر في ذلك إذا كان من خلال اتباع الآداب الشرعية في معاملة الوالدين فلا يعاملهما بعقوق بل يحسن إليهما، وما لا يعرفه الكثير أن دفع أذى الوالدين عن الزوجة نوع من أنواع الإحسان للوالدين.
يكون الإحسان إلى الوالدين بنصحهما وتحذيرهما من ارتكاب المعاصي والآثام مثل عدم ظلمهم لزوجته، فيدفع بذلك عنهم عواقب ذلك الذنب في الآخرة، فالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف واجب على كل مسلم بل على كل إنسان ولا سيما تجاه المقربين له خاصة والدين، فالابن الصالح هو من يحرص على آخرة والديه وحسن معاملتهم في الدنيا وهذا هو البر.
اقرأ أيضًا: متى يتخذ الرجل قرار الطلاق
واجبات الزوج تجاه والديه عند تعرض زوجته للأذى منهما
يحرص الله عز وجل على توجيهنا في جميع الأمور لرحمته بنا، فقد يقع كثير من الأبناء في حيرة من أمرهم عند تعرضهم أو تعرض زوجاتهم للإساء من قبل الوالدين فمنهم من لا يدافع عن زوجته ظنًا منه أن حديثه مع والديه يعتبر عقوق لهما.
لا يكون ذلك عقوقًا عندما نتبع ما أمرنا الله، فقد جاء الإرشاد من الله في كيفية التعامل خاصة مع الوالدين وجعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوع من أنواع البر بهم، وتلك الآيات هي خير برهان من القرآن الكريم عن ذلك:
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل:125].
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان:17]، (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات:55].
واجبات الزوج تجاه زوجته
شرع الله الزواج وجعله عبادة من العبادات التي يؤجر عليها، ويتم ذلك الأجر عندما يتعامل كلًا من الزوج والزوجة بالمودة والرحمة، وتتحقق معاني الألفة والمحبة والوفاء بينهما، وليتم ذلك فهناك حقوق للزوجة على زوجها كما أن هناك حقوق للزوج على زوجته ولكن لنعرض لكم في البداية حقوق الزوجة على زوجها، منى خلال النقاط التالية:
- الإنفاق على الزوجة حق من حقوقها وواجب من واجبات الزوج، فالبر بها في أمور مثل المأكل والملبس يعظم من أجره عند الله ويجعل حياتهم تسير بشكل جيد، وكلما أحسن إليها كلما كانت الحياة الزوجية أكثر سعادة.
- يحسن معاشرتها، من حسن المعاشرة كرم أخلاقه وطيب كلامه والإخلاص لها أثناء غيابها والوفاء إليها، ورعايته لأطفاله ومشاركتها في تربيتهم، وعدم تحميلها ما لا تطيق من أمور، يقول الله عز وجل (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً) [النساء:19]، ويقول رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم).
- البر بأهل زوجته، من الأمور التي يغفل عنها الكثير من الأزواج البر بأهل الزوجة ومن أشكال البر بهم زيارتهم والسؤال عنهم، ولين الجانب لهم.
- الإجابة لحاجات زوجته فيتمتع كلا منهما بالأخر، ولذلك عامل كبير في تحسين الحياة الزوجية وعلى ذلك أن يكون بالطرق المباحة، فعلى سبيل المثال: عليه أن يجعل لها وقتًا خاصًا، لا يتشاركه مع أحد غيرها، فهذا يشعر المرأة بالسعادة والاهتمام.
- الخروج معًا في رحلة قصيرة والاستمتاع بالوقت في مكان مختلف عن البيئة المعتادة من وقتِ لآخر.
- يشاركها اهتماماتها، ويدعمها في فعل ما تحب.
- إعطاء المهر من حقوق الزوجة على زوجها إعطاءها المهر عند العقد لقوله تعالى: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً).
اقرأ أيضًا: علامات حب الزوج لزوجته بجنون
واجبات الزوجة تجاه زوجها
يجب أن تراعي الزوجة حق زوجها في غيابه وحضوره وذلك من حسن الخُلق وحسن المعاشرة، ومن هذه الحقوق الاتي:
- حقه في الطاعة، فعلى الزوجة طاعة زوجها فيما بلا يغضب الله ورسوله.
- حفظه في غيابه، من ذلك عدم السماح لدخول أحد البيت ممن يكره الزوج وجوده.
- الخروج من المنزل بإذن الزوج.
- خدمة الزوجة لزوجها.
- تحفظ له على ماله وعرضه.
يجب على كلٍ من الرجل والمرأة التعرف إلى الأمور التي تخص الزواج قبل الإقدام عليه نظرًا؛ لأن الزواج يعد بداية لحياة جدية كليًا عن سابقتها.
