متى لا يقع الطلاق الثالث
متى لا يقع الطلاق الثالث؟ وما هي الأسباب المتعلقة بالبطلان؟ فقد وضع الله سبحانه بعض الشروط التي لا يجب على الزوجين المسلمين أن يهملونها بحياتهم الزوجية، والتي من أهمها الشروط المتعلقة بطلاقهما، حيث يصبح الزوج في حكم الغريب، وهو ما يمنع اتصال كل منهما بالآخر.
لكن وجدت بعض الحالات التي لا يحتسب فيها الطلاق، لذا ومن خلال موقع زيادة نقدم لكم إيجابه سؤال متى لا يقع الطلاق الثالث؟
متى لا يقع الطلاق الثالث؟

أنعم سبحانه على بني البشر بالكثير من النعم المختلفة، والتي من أهمها حمل الزوجين لبعضهما رحمة ومحبة، ولكن قد تحدث بعض المشاكل التي تمنع من استمرار الزوجين نتيجة الخلافات والمشاحنات المتكررة.
لذلك أباح سبحانه الطلاق، وذلك لتجنب المشاكل الكبيرة بينهما، فيقول سبحانه في سورة البقرة: (فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
فتدل الآية السابقة على أن الله عالم بكل ما يحدث، فإن عزم الزوجين على الطلاق فهو خبير، ولكن نجد أن الطلاق من الأمور الغير محببة لديه سبحانه، ويظهر ذلك في الآية الأولى، لذلك يجب أن يكون الطلاق هو الحل الأخير الذي يتم اللجوء إليه في حالة عدم توافر أي حلول.
على الرغم من أن الطلاق يكون نافذ بين الزوجين، إلا أنه توجد بعض الحالات التي لا يكون فيها الطلاق نافذًا، فمتى لا يقع الطلاق الثالث؟
اقرأ أيضًا: هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث
متى يكون الطلاق باطل؟
إن نفاذ الطلاق وإتمامه يكون مقترنًا بعدة شروط وأركان تم تحديدها، فلا يجب أن يختل إحداها، وبسقوط عنصر واحد فقط يصبح الطلاق باطلًا وغير صحيح، حيث لا يتم الطلاق إلا بتوافر كافة الأركان التالية:
- أن يكون الشخص المُطلَّق بالغًا عاقلًا.
- يجب أن يكون الطلاق مختارًا وليس على إكراه.
- أن يتم الإعلان عن الطلاق بصورة تدل على إتمام الفعل، سواء بالكناية أو صراحة.
- أن تكون الرابطة الزوجية قائمة بالفعل، أي أن الزوجة لا تزال في عصمة الزوج.
- أن يكون اللفظ المستخدم بغرض الطلاق.
- أن يكون عقد الزواج صحيح.
نجد أن الأركان السابقة هي الواجب توافرها ليكون الطلاق صحيحًا، وإذا اختل أحد أركانها ليكون الطلاق نافذ، وذلك في حالة الطلقة الأولى أو الثانية أو الثالثة، كما توجد بعض الأسباب الإضافية التي تمنع من نفاذ الطلاق قطعًا، ويمكن التعرف عليها فيما يلي:
أسباب بطلان الطلاق
لا يكفي التعرف على أركان صحة الطلاق فقط لتتمكن من معرفة متى لا يقع الطلاق الثالث، فتوجد بعض الأسباب الإضافية التي يجب أن يتم وضعها بالاعتبار، والتي تمنع من أن يكون الطلاق نافذًا.
المطلق هو الشخص الذي تكون بيده العصمة، والذي يكون هو الرجل في أغلب حالات عقود الزواج، فيكون هو المسئول عن قول ما يثبت فسخ عقد الزواج، سواء أكان برضا الطرفين أو بطلب أحدهما، لكن لا يصبح الطلاق مقبولًا من المُطلِّق إذا توافرت إحدى الأسباب التالية:
إذا لم يكن المُطلِّق زوجًا للمٌطلَّقة
يجب أن يكون عقد الزواج صحيحًا أركانه بشكل كامل، فيكون خاليًا تمامًا من العيوب التي تمنع من إتمامه، كما يجب أن يتوافر من الأوراق التي تثبت وقوع عقد الزواج بالفعل.
فيكون الطلاق باطلًا إذا تزوج الرجل المرأة، فعلى سبيل المثال المخطوبين ولم يتموا عقد الزواج بعد، أو من كانت لديه النية في الزواج ثم قام برمي الطلاق، حيث لا تكون الفتاة أو المرأة في حكم الزوجة.
إذا كان الطلاق عن إكراه
إن توافر النية والقصد في الطلاق من الأمور الواجبة لتمامة، فإذا لم يتحقق هذا الشرط وكان الطلاق عن طريق الإكراه لا يعتد به، ويقصد بالإكراه هو كل فعل ناتج دون إرادة الشخص أو رغمًا عنه، وهو ما ترتب عليه عدة حالات مختلفة منه هم:
- طلاق المكره: وهو الطلاق الناتج عن سلب إرادة شخص منه، حيث يتم إجبار الشخص على فعل ما لا يريد كشرب الخمر أو الشرك بالله أو طلاق زوجته، وغيرها من الأفعال.
ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا طلاقَ، ولا عِتاقَ في غِلاقٍ)، ويقصد بالغلاق الإكراه على فعل الشيء. - طلاق الشاك: وهو أن يكون المرء على غير يقين بعدد الطلقات التي استنفذها، او أن يكون شاكًا هل قام بتطليق زوجته أم لا، وفي تلك الحالة يتم الأخذ بالأقل وهو الأصلح.
فإذا كان الزوج شاكًا لا تكون الزوجة في حكم الطالق، بينما إذا كان شاكًا في عدد الطلقات كوجود حيرة بين استنفاذه لطلقة واحدة أم اثنتين يتم الأخذ بعدد الطلقات الأقل وهي طلقة واحدة، ولا يلتفت إلى العدد الآخر. - طلاق المخطئ: وهو من أراد قول الشيء ولكنه قال عكسه دون أن يقصد، أو قال لزوجته أنت طالق دون تحقق النية بقوله لذلك شرط أن يكون عن خطأ فقط، مع العلم أنه من غير الجائز قول ما يوضح الطلاق بصورة مازحة حتى لو لم تكن هناك نية.
- طلاق الغضبان: وهو أن يكون المرء في حالة غضب شديد للغاية مما ترتب عليه فقدانه التحكم في أفعاله وأقواله لفترة وجيزة من الوقت، وذلك لقول السيدة عائشة عن الرسول: (لا طلَاقَ ولا عِتاقَ في إِغلاقٍ)، والمقصود بالإغلاق الغضب.
اقرأ أيضًا: متى لا تحسب الطلقة وأنواع الطلاق
إذا لم يكن المُطلَّق بالغًا
من الشروط الواجب توافرها لإتمام الطلاق أن يكون الفرد تامًا لبلوغه، فلا يتصور أن يقوم ناقص الأهلية أو الطفل المميز بتطليق الزوجة، حيث يكون هناك وليًا على أفعاله، وذلك ليكون مشرفًا عليه.
فيقوم الولى أو الوصي بالإشراف على ناقص الأهلية بإجازة أفعاله أو إبطالها إذا كانت ضارة عليه، وفي تلك الحالة يعتبر الطلاق من الأفعال الضارة، لذلك يسقط الطلاق، إلا في حالة إجازة الولي على قرار غير البالغ.
يمكن الاستدلال على ذلك من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثٍ: عن النائمِ حتى يستيقظَ، وعنِ الصبيِّ حتى يَشِبَّ، وعنِ المعتوهِ حتى يعقِلَ).
إذا لم يكن المُطلِّق عاقلًا
يصبح الطلاق باطلًا إذا لم يكن المُطلِّق عاقلًا، والمقصود زوال تفكيره وتمييزه بين الصواب والخطأ مهما كانت الأسباب سواء أكان فقده لعقله قبل الزواج أو بعده، أو قام بتطليق الزوجة مرتين، وفقد عقله قبل أن يطلقها للمرة الثالة، فبمجرد تحقق هذا الشرط يصبح الطلاق باطلًا.
كما أن المدهوش في حكم فاقد العقل، كحدوث مصيبة تمنع منه التفكير بصورة صحيحة ولو لفترة بسيطة جدًا، مما جعله غير قادرعلى التحكم فيما يقول، أو أنه على غير وعيه بما يقول.
بالإضافة إلى السكران الذي وصل إلى درجة عالية من الهذيان، وهو ما يجعله يخلط بين الكلام، أو أن يقوم بافتعال ما لا يريد، وذلك في حالة السكر الغير محرم، كشرب الخمر وهو مكرهًا على فعل ذلك، أو الهذيان المصحوب بالعمليات.
لكن إذا كانت حالة السكر نتيجة شرب أو تعاطي أي شيء من المحرمات، منها شرب الخمر أو المخدرات عن قصد، فيقع الطلاق صحيحًا كعقوبة لما قام المرء بافتعاله.
أسباب بطلان الطلاق (للمٌطلَّقة)
لا تقتصر حالات سقوط الطلاق على المُطلِّق فقط، حيث إن الإجابة على سؤال متى لا يقع الطلاق الثالث؟ متعلقة بالمُطلَّقة أيضًا، حيث يسقط الطلاق إذا لم يتم تعيين المطلقة لذاتها، وذلك بالصفة أو الإشارة، وهو ما ينتج عنه غموض أو جهل للمُطلَّقة.
بينما يُبطِل الطلاق إذا لم تكن الزوجة على زمة المُطلَّق، وهي تشبه الحالة الأولى من مبطلات الطلاق للمُطلَّق، حيث يجب أن تكون المرأة متزوجة بالفعل من الرجل.
يطبق ذلك على الطلاق الرجعي.. حيث لا يزول رابطة الزواج بأي شكل من الأشكال طالما كانت الزوجة في العدة.
كما لا يطبق الطلاق على الأجنبيات، وهن كل سيدة غريبة عن الرجل ولا تربطها به أي رابطة زوجية مهما كانت جنسيتها سواء أكانت من نفس البلد أو من بلد آخر، حتى ولو وجدت نية ليتزوجها، فقول الرجل (إن تزوجتك فأنت طالق) لا يعد طلاقًا حتى إن تزوجها بالفعل.
أسباب بطلان الطلاق (بلفظ الطلاق)
من العناصر الأخرى التي يجب الأهتمام بها لمعرفة متى لا يقع الطلاق الثالث؟ هو لفظ الطلاق ذاته، حيث يجب أن تتوافر عدة شروط بلفظ الطلاق ليكون الطلاق صحيحًا، فيجب أن يكون المرء على يقين بفعله لهذ الأمر، أي قوله للفظ الطلاق نفسه.
فإن وجد شك ولو قليل في قول لفظ الطلاق لا يعتد به، ويصبح الطلاق باطلًا.
كما يجب أن تتوافر النية في اللفظ نفسه بصورة كاملة ليصبح الطلاق تامًا، وذلك بأن يقول الرجل لزوجته أنت طالق، فقول أي لفظ يدل على فسخ عقد الزوجية بصورة صريحة حتى ولو لم تكن هناك نية، مع توافر جميع أركان الأهلية لدى المرء كافية لطلاق الزوجة.
بينما إذا كان اللفظ كناية عن لفظ الطلاق الأصلي دون تحقق النية يصبح الطلاق باطلًا ولا يعتد به.
اقرأ أيضًا: ما هو الطلاق الرجعي
بذلك نكون قد قدمنا لكم متى لا يقع الطلاق الثالث؟، وما هي الأسباب والحالات التي بتوافرها يسقط الطلاق بصورة نهائية.
