حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار حيث تعد تلك المشاهدة والنظر لما حرم الله هي من الذنوب والتي يقع إثمها على عاتق الشخص ما استمر على القيام بها وقد أصبحت تلك الظاهرة متفشية بشكلٍ أكبر بسبب ما يُحاط بنا من تطور تقني جعل تلك الأشياء متاحة أمام الجميع، لذا سنوضح في هذا المقال حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار عبر موقع زيادة

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

الحكم في الدين الإسلامي لكل من يرتكب هذا الفعل هو التحريم التام، حيث إن الرأي واحد وواضح بين مختلف علماء الأمة في أن ذلك لا يجوز في شريعتنا الإسلامية والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

الاستناد في ذلك الحكم كان إلى أن الشرع الحنيف قد أفاد بأن النظر لما يحرم الله هو حرام ولا يجوز ارتكابه، ومن قام به يعد مذنبًا وعاصٍ وآثم من في الإسلام، ومن أهم ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به كمسلمين هو الغض للبصر.

الآيات والنصوص القرآنية والتي فيها البيان بالتحريم

لقد ذكر المولى جلَّ وعلا في آيات من الذكر الحكيم ما فيه أن المشاهدة أو مجرد النظر لما يحرمه الله تعالى على كل عبد من عباده هو حرام، وفي هذا النص القرآني البليغ أمر من الله سبحانه وتعالى للمسلمين كافة بحفظ البصر وغضه عن الحرام:

بسم الله الرحمن الرحيم “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ” (سورة النور آية 30)

ومن تلك الآية نستدل على أن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار هو حرام وغير جائز ومن يفعله هو آثم، والمتابعة أو المشاهدة لمثل تلك النوعية الرديئة من الأفلام يكون فيها نظر بشكل صريح للمحرمات، والحكم بالحرمانية للرجال وللنساء على حدٍ سواء.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(*)إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(*)فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ” [سورة المؤمنون:5-7]

اقرأ أيضًا: حكم مشاهدة الأفلام الاباحية هل هي حرام؟

الحكم الخاص بالمشاهدة لتلك الأفلام للمضطر

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

لا يوجد اختلاف فيما بين الحكم الخاص بالمتابعة لمثل تلك المشاهد المحرمة من أي شخص مضطر أو في حالة مشاهدتها لأي شخص عادي، ويدخل الأشخاص كافة من مرتكبي هذا الذنب تحت حكم العصاة لأوامر الله سبحانه وتعالى.

يأتي البعض ليقف عند كلمة مضطر، فماذا تعني؟ أو ما المقصود منها؟ وهذا ما يحاول طرحه البعض من الأشخاص والذين يحاولون أن يجدوا مبررات لذلك الفعل المنكر، فيحاولون التبرير بأنهم مضطرون لعدم قدرتهم على أن يتزوجوا، ولكن الحكم في تلك الحالة أيضًا هو التحريم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه الشريف أن الصوم لمن لا يستطع الباءة أو الزواج  هو الوجاء والوقاية للنفس من الوقع بالمعصية.

قول الأئمة الأربعة بخصوص هذا الشأن

لا يختلف حكم الأئمة الأربعة عن الحكم لبقية علماء الأمة حيث أفادوا بالتحريم المطلق لهذا الفعل، وتحريم النظر للمحرمات التي قد بينها الله تعالى للعباد، والإجماع في الرأي يفيد بالحرمانية المطلقة والوقوع بالإثم، واستندوا إلى قول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ” صدق الله العظيم.

وقد ردوا كذلك على الحجة من البعض بأن تلك المشاهد حلال رؤيتها لبعض الأشخاص بغرض تعلم بعض أمور النكاح، وجاء الحكم بالحرمانية تمامًا لتلك المشاهدات.

تبطل الحجة لكل من قال إن المشاهدة الغرض منها التعلم، حيث تتواجد العديد من النصوص والكتب التي تفيد في المعرفة لمختلف الأمور الزوجية، فالشريعة زاخرة بكل ما يتعلق بأمور النكاح، والتعلم من الممكن أن يكون من خلالها، فيما لا يخالف حدود الله.

ما الحكم لمتابعة تلك الأفلام للفتاة العزباء

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار للعزباء هو التحريم كذلك الأمر، حيث إن الأصل في هذا الأمر أنه معصية كبرى وعدم انصياع لأوامر الله سبحانه وتعالى فيما يخص حد غض البصر، وهذا الأمر للنساء مثل ما هو للرجال، يقول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنََّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” [سورة النور:31] صدق الله العظيم، فالتحريم جاء من باب أن هذا الأمر يعد من الفواحش الكبرى.

هل في ترك تلك المعصية جهاد للنفس؟

نعم فإن حصن الإنسان نفسه من الوقوع في ذلك الإثم وتلك المفسدة، فإنه يكون تحت حكم المجاهد لما تغويه به نفسه، لما لهذا الفعل وهو المشاهدة بالعين لما يغضب الله من إثم، وبُعد عن طريق الحق جلَّ وعلا، وبالتالي فيكون دفع النفس له وبُعدها عن تلك المعصية يعد جهادًا لنيل رضا الله.

حديث نبوي شريف عن حفظ النفس

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار يعد مأخوذًا مما نصت عليه الشريعة الإسلامية التي تعتمد على ما جاء به الذكر الحكيم والهدي النبوي الشريف، ومن بين الأحاديث التي تدل على حرمانية النظر للحرام:

عن معاويةَ بنِ حَيدةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: “قلتُ: يا رسولَ الله، عَوْراتُنا؛ ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: احفظْ عَورتَك إلَّا مِن زَوجَتِك أو ما ملكَتْ يمينُك. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ؟ قال: إنِ استطعتَ ألَّا يَرَيَنَّها أحدٌ فلا يَرَينَّها. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: اللهُ أحقُّ أن يُستحيَا منه مِن النَّاسِ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قول ابن القيم بخصوص الحكم لمشاهدة مثل تلك الأفلام

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار في رأي ابن القيّم رحمه الله هو كما يلي:

النظر هو الأصل في عموم الحوادث المصيبة للإنسان، فالنظرة هي التي تولد الخطرة، والخطرة تولد الفكرة، والفكرة بدورها هي التي تولد الشهوة، ثم الشهوة تولد الإرادة، ثم تكون الإرادة قوية، فتصبح العزيمة هي الجازمة، فيصير الفعل ويقع، ما لم يصير هناك ما يمنع الارتكاب لهذا الفعل، ولذا فقد قيل إن صبر الإنسان على الغض لبصره، هو الأيسر من الصبر على الألم الذي يشعر به الإنسان فيما بعده.

ما التشبيه الذي قاله العلماء عن النظر الحرام

 

لقد شبَّه بعض العلماء النظر الذي تشوبه الشهوة بأنه مثل السهم السام، وهو يعد من السموم التي يدسها إبليس للعبد؛ وذلك حتى يبعده تمامًا عن النظر لما أحلَّ الله سبحانه وتعالى.

بالنسبة للرؤية لما يحرم الله ثم الاستغفار بعد ذلك، ففي التكرار لهذا بالشاهدة ثم التكرار فإن بكل مرة من تلك المرات تقل العزيمة لهذا الشخص، ويقل الاستغفار، بل وقد لا يذكره، ويختم على قلبه، فيصبح عاصيًا، وليس معنى ذلك أن يشاهد الشخص تلك الإباحيات ثم يستغفر؛ لأن عقد النية للمشاهدة يعد معصية في حد ذاته.

الأوْلى للإنسان ليس عقد النية على الارتكاب للفعل الخاطئ والذنوب ثم التوبة، ولكن عليه البعد والتجنب للمعصية فذلك هو الأوْلى لعباد الله الصالحين، أما فيما عدا ذلك فهو بمثابة فتح الباب للشيطان، وللنفس الأمَّارة بالسوء بما يمهد للإنسان كل الطرق للسير في طريق الضلال، والبعد عن طريق الحق سبحانه وتعالى.

ما الأثر الفعلي في حياة الإنسان جراء الارتكاب لتلك المعاصي؟

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

 

من بين الآثار السلبية التي تقع على الإنسان والمساوئ التي يحصدها جراء الارتكاب لتلك الأفعال التي تمثل الفاحشة ما يلي بالنقاط التالية:

  • يحرم الإنسان من العلم والرزق والإحساس بالوحشة، والبعد عن طريق الله سبحانه وتعالى.
  • يصبح القلب ممتلئًا بالمعاصي، ويضيق صدره، ويصبح من الغافلين.
  • تصبح مختلف أمور حياته فيها عسر وضيق.
  • يحرم الإنسان من فعل الطاعات.
  • الإرادة فيما يخص التوبة تصبح أضعف.
  • الضعف في القلب، وضعف النفس أمام مناداة الهوى والاستجابة له.
  • تنسلخ من داخل القلب نية البعد عما يغضب الله فتصبح معيشته ضنكًا.
  • هذا الذنب يجعل الإنسان متغافل عن الذكر لله، حيث قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ومن يعض عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين صدق الله العظيم.
  • يحرم نفسه من لذة العيش في معية ونور الله، حيث يقول الله تعالى ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور صدق الله العظيم.

اقرأ أيضًا: إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية تؤثر سلبًا على صحتك النفسية

ما الحكم في المتابعة للإباحيات والصلاة؟

أشرنا سلفًا إلى حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار ومن خلال الفقرة التالية نتعرف على الحكم لمشاهدتها ثم الصلاة والتي لا يكون خلاف فيها بين الحكمين حيث أقر العلماء بالحرمانية التامة، ومن باب أوْلى أن يصلي الإنسان ويستغفر لنيل رضا وقرب الله.

قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” (سورة العنكبوت:45)

وعلى الرغم من حرمانية هذا الفعل وهو مشاهدة تلك الأفلام، إلا إن الحكم في الصلاة هو عدم بطلانها.

أفتى العلماء بالقول الآتي: إن كل إنسان مواظب على الارتكاب لما حرمه الله تعالى من الفواحش والذنوب والآثم يجعل قلبه يمل عن الاستمرارية في الطاعة، فيفضل هوى النفس عن رضا رب الناس سبحانه وتعالى.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار في رمضان

يجئ الحكم جازمًا على كون الارتكاب لهذا الفعل إثمًا وجرمًا كبيرًا يرتكبه الإنسان بأعظم وأجل الشهور عند المولى سبحانه وتعالى ويعد من بين الآثام الكبرى، حيث إن الله سبحانه وتعالى قد حرَّم كل الحلال في نهار رمضان، فما بالنا وتلك المعصية النكراء؟

في ذلك المخالفة لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم لكل أبناء الأمة من اتباع للطاعات وترك للمنكرات والمعاصي.

فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا كان أَوَّلُ ليلة من شهر رمضان صُفِّدَتِ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الجنِّ، وَغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ فلم يُفْتَحْ منها بابٌ، وَفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ كلَّ ليلةٍ يا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ويا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

المشاهدة لتلك الأفلام على الرغم من أنها الفاحشة الكبرى والذنب العظيم برمضان إلا إنها ليس لها التأثير على الصحة للصيام ولا تسهم في إبطاله وهذا باتفاق العلماء، ولكن الحكم بشأنها أن المسلم عاصي لما قد أمر الله به.

اقرأ أيضًا: هل مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان تبطل الصيام؟

كيف يكون الحد من المشاهدة لتلك الأفلام؟

الشرع الإسلامي الحنيف لم يكن بتارك لأي أمر يعني الأمة ويخص حالها مع الله، وعلى هذا فبالإمكان لكل شخص لدية النية في المواظبة على متابعة مثل تلك الأفلام أن يحاول الابتعاد عن هذا الفعل بالاستعانة بالنقاط التي سنذكرها تباعًا:

  • التضرع والدعاء من الإنسان للمولى سبحانه وتعالى بأن يتوب عليه من الارتكاب لما يغضبه، مع ضرورة الترقب للأوقات التي يستجيب المولى جل وعلا فيها الدعاء.
  • يكثر العبد من فعل الطاعات، ويكثر من السجود لله، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أمر الله بالحفاظ على الصلاة وإقامة الشعائر حيث أنها من تقوى القلوب.
  • يحاول الإنسان باستمرار أن يجاهد نفسه بإبعادها عن الآثام، ويكون دائم التذكر أن الارتكاب للذنب والإصرار على معصية المتابعة لتلك المشاهد عصيان مبين لله سبحانه وتعالى.
  • لا بد وأن يتذكر الإنسان أن الله دائم المراقبة له حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور صدق الله العظيم.
  • يستحضر الإنسان في قلبه كل أوامر الله سبحانه وتعالى، وكل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وأن يتذكر بشكل دائم أن تلك المشاهدات فيها إغضاب للمولى سبحانه وتعالى، وقد قال: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالًا مبينًا صدق الله العظيم.
  • محاولة تذكر أن الملائكة ترقب كل أفعاله وتسطرها حيث قال الله سبحانه وتعالى وإن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين صدق الله العظيم.

وفي ختام مقالنا فقد ذكرنا حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار ووضحنا ما قد أوجبه الإسلام من أحكام في ذلك الشأن كما أوردنا أهمية اللجوء لله سبحانه وتعالى بالتوبة والإعراض التام عن كل ما نهى عنه الله.